الرئيسيةمقالاتولو صدقوا لله لكان خبرا لهم
مقالات

ولو صدقوا لله لكان خبرا لهم

ولو صدقوا لله لكان خبرا لهم

ولو صدقوا لله لكان خبرا لهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إنه مما يعين على المبادرة بالخير والبر نحو الآخرين أن يدرك الشخص بأن كل خير يبذله لعباد الله فإن الله يجزيه بمثله، بل بأضعافه، كما تدل عليه نصوص كريمة من القرآن والسنة، منها ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ” والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ” وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع ” الوابل الصيب من الكلم الطيب” قال من رفق بعباد الله رفق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد الله عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة. 

فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه، وتذكر المصادر الإسلامية أن ملخص قصة صلح الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين مع معاوية بن أبي سفيان بها يتضح أنه كما قال قيس بن سعد أنه ملك من شر الملوك كما قال سعد وسفينة وأنه محدث متغلب بالسيف لم يأخذها عن تشاور ورضا حتى تكون حقا بل كان لا يقبل صلحا الا ان يستحل شتم علي وقطع لسان قيس ويده وقتل فلان وفلان ثم احدث الا حداث وغير وبدل وكل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها فأين الحقية التي يدعيها أنصاره الذين لاغرض لهم إلا نصرة مذهبهم وتعصبهم لأحزابهم، ولو صدقوا لله لكان خبرا لهم أعاذنا الله تعالى مما ابتلاهم به وجعلنا ما عشنا من انصار الحق وحزبه امين، وزعم بعض انصار معاوية بن أبي سفيان أن إجتماع الأمة عليه بعد صلح الحسن بن علي رضي الله عنه.

إجماع منها والإجماع حجة وهذا مغالطة ومشاغبة فإن الإجتماع غير الإجماع فالإجماع كما قال الأصوليون هو إتفاق مجتهدي الأمة جميعهم على أمر بدليل من الكتاب والسنة يستند المجموعون إليه فأي دليل هنا يوجد على حقية ولاية معاوية وأي مجتهد صرح بها اللهم إلا أن يكون عمرا والمغيرة وسمرة وزياد أو أمثالهم ممن ليس لهم في الدين قدم ولاقدم أما أهل الفضل والعلم والدين فقد صرح اكثرهم كما قدمنا بأنه متغلب بالسيف واثب عليها بغير إستحقاق وقد اكره كثير منهم على البيعة له وعذب من عذب، وقتل من قتل على الامتناع عنها وأما الإجتماع عليه بغير إستحقاق فواقع وقد وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الاخبار بما سيصيب الامة من الفتنة فقد اخرج نعيم بن حماد في الفتن عن سفيان قال اتيت الحسن بن علي رضي الله عنه بعد رجوعه إلى المدينة.

فقلت يا مذل المسلمين فكان مما احتج به علي أن قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تذهب الأيام والليالي حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع وهو معاوية فقلت ان أمر الله واقع، واخرج أبو نعيم عن عمار بن ياسر قال إذا رأيتم الشام اجتمع امرها على ابن ابي سفيان فألحقوا بمكة، وإن إجتماع الناس عليه واكثرهم مكرهون لا يقيم له عذرا ولا يخفف عنه أصرا ولو سلمنا جدلا بما يزعمه بعض انصاره، من انهم كلهم طائعون وانه قرشي جائز الامامة ظاهرا فأين الرحمة واين العدل واين الوفاء المشروطة في أمامة القرشي في حديث الأئمة من قريش حتى إذا اخل بواحد منها وجبت عليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لارحمة وهو يقتلهم تسميا وصبرا ويهدم ديار قوم وينفى آخرين ويولي عليهم الظلمة يسومونهم سوء العذاب. 

ولاعدل وهو يقضي بالولد للزاني لا للفراش وقد استأثر بالبيضاء والصفراء وبذر أكثر أموال المسلمين كما تهوى نفسه يأخذ بغير الحق وينفق في غير حق لا وفاء وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام انه لا يجتمع مع عمرو الا على غدر وقد قال علي رضي الله عنه انه يغدر ويفجر ولو لم يصدر منه الا غدره فيما عاهد عليه الحسن بن علي رضي الله عنهما لكفي، ودونك ايها الطالب الحق متن الحديث المذكور قال صلى الله عليه وسلم “الائمة من قريش ولهم عليكم حق ولكم مثل ذلك فان استرحموا رحموا وان استحكموا عدلوا وان عاهدوا وفوا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا” ولهذا الحديث طرق جمعها الحافظ ابن حجر رحمه الله في مؤلف سماه لذة العيش في طرق حديث الائمة من قريش، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ولو صدقوا لله لكان خبرا لهم

ولو صدقوا لله لكان خبرا لهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *