من هنا بدأت الحكاية اليوبيل الذهبي لجامعة حلوان حين دخلت الحِرف والفنون أسوار الأكاديمية
في عام 1975،
كتب : احمد سلامة
شهدت مصر ميلادًا أكاديميًا غير تقليدي قلب موازين التعليم الجامعي، حين تأسست جامعة حلوان لتكسر الحواجز بين النظرية والتطبيق، وتفتح أبوابها لمجالات طالما ظلت خارج أسوار الجامعات.
منذ نشأة الجامعة المصرية الأولى بين عامي 1908 و1925، انحصر التعليم الجامعي في مصر داخل قوالب العلوم النظرية، من آداب وقانون واقتصاد، قبل أن تُدرج العلوم التجريبية لاحقًا في كليات الطب والهندسة والعلوم. ورغم هذا التطور، بقيت الفنون والصناعات الحرفية والمهن المجتمعية كالتصميم والخدمة المنزلية والصناعية، تُمارس خارج الإطار الأكاديمي.
هذه النظرة لم تكن مصرية خالصة، بل امتداد لفلسفة يونانية قديمة اعتبرت العمل اليدوي من مهام العبيد، بينما انشغل “الأحرار” بالفكر والسياسة. ومع الثورة الصناعية في الغرب، بدأت هذه الفكرة تتلاشى، لكن الشرق ظل أسيرًا لها حتى وقت قريب.
جامعة حلوان جاءت لتعيد التوازن، وتمنح الفنون والصناعات الحرفية مكانتها داخل المؤسسة الأكاديمية. لكنها لم تبدأ من فراغ، بل امتدت جذورها إلى عصر محمد علي باشا (1805-1848)، الذي أدرك مبكرًا أن النهضة لا تُبنى إلا على التعليم التطبيقي، فأسس مدارس ومعاهد لتدريب الحرفيين والفنانين، واضعًا بذلك أول حجر في طريق طويل انتهى بتأسيس جامعة حلوان.
هكذا تحولت الجامعة من مجرد فكرة إلى صرح يحتضن الإبداع والمهارة، ويعيد تعريف التعليم الجامعي في مصر.. وبدأت جامعة حلوان…

