الرئيسيةمقالاتنوبة استحمام ٠٠!! /
مقالات

نوبة استحمام ٠٠!! /

[ يوميات ]
نوبة استحمام ٠٠!! /
بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠
” مع طشت أمي النحاسي ”
كان زمان أمي تصدر حكم بمثابة حكم محكمة من أجل دور كل واحد في الاستحمام ٠٠
و ذلك و نحن في سن العاشرة قبل دخول خط و مرفق المياه إلى البيوت حيث كانت تحمل ( البلاص الفخاري ) على رأسها من مرشح مياه القرية ، و عندما تكون المياه مقطوعة يتم ملئه من المسقى / الترعة ووضع قطع الشبة من الحجارة لتطهيرها ، و تسخين المياه في حلة من أواني النحاس ذات الغطاء المحكم و كأننا نعده لصمت الكوارع ، و وضع الطشت النحاسي و في قلبه كرسي خشب مخصوص للاستحمام في الأوضة غرفة النوم بجوار السرير أبو عواميد و ناموسية مثل ضريح الشيخ ٠٠ !٠
ثم يتم غلق النافذة و الباب من الهواء برغم كثرة الثقوب بالأخشاب و إشعال لمبة الجاز ٠٠
و اصطحاب العدة : ليفة خشنة من ليف النخيل المعتبر مثل السنفرة لمحو ( القشفة ) العالقة من كثرة اللعب في السباخ المحاط بالقرية مثل البوهية / الدهان اللاكية صبغة أصلية ، وصابونة الغسيل التي كلها صودا كاوية ٠
و ما أدراك ما الليفة الخرقاء ، و تلك الصابونة الحمقاء !٠
حيث الليفة تحدث جُروحاً و تشقق بالجسد كأننا نعد تقريراً طبياً ، لكنه لزوم عدة الشغل والاستحمام تطهيراً شاملاً ، و الصابونة التصبين رغوتها تدخل في العين تحرق و تبدأ الدموع ( حُماية تساوي علقة ) كأننا في حرب ، و نستنجد بعطف أمي رحمة و شفقة كي تتوقف عن تلك الممارسة في وصلة بكاء حقيقي لكنها تصمم في جرأة حتى لا نصاب بالعدوة ٠٠
و قبل ذلك يتم تنظيف الشعر بالفلاية العظم ذات الأسنان المدججة الحامية أيضا للتخلص من مساكن السبان و أخوته و الكل يعرف الحكاية بالتفصيل فلا داعي لسردها مرة ثانية هنا ٠٠

أضف إلى إفراغ الماء الساخن 🔥 الذي تمل غليه على الكانون المعد للطهي كأننا في مصمت كرشة و كوارع ٠٠
ثم بعد ذلك رش بعض الماء البارد تشطيفاً نهائيا ً ، كي لا نُصاب بنزلة برد و ذلك في أيام الشتاء ٠٠
ثم يتم التنشيف و التجفيف بجلباب قديم أو منشفة و ربما فوطة إذا تيسر بعض الأمر ٠
و عندما ننتهي نفرح مثل الذي حصل على براءة من السجن و حياة جديدة ٠
لكننا سرعان ما نتذكر العودة مرة ثانية مثل تجرع الدواء فنحزن ٠٠ كل يوم جمعة فننعي الهم و نعيش في غم طول أيام الأسبوع حتى نقع في فخ الاستحمام المرات المتتالية دون هروب حضورا إجباريا و استدعاء من مجلس قيادة الأسرة معارضة نهائية لا مناص منها ٠٠

لكننا سرعان ما نهدأ عندما نتذكر ( التفتيش المدرسي ) يوم السبت و ما أدراك ما يوم السبت حيث التفتيش و فرش المتاع بداية من النظافة و فحص سلامة الملابس و التأكد من قص الشعر و التخلص من القشفة و الأظافر طويلة المخالب حيث لا توجد قصافة اللهم إلا مقص الحلاق و ربما يكون مشغولاً و محجوزاً للغير تكون المصيبة أشد و أمر ٠٠
ناهيك عن حل الواجب و الحفظ و التسميع ٠٠
حقاً كلها مواقف محزنة تضاعف من العقاب !٠
رحم الله طشت أمي و أيام زمان التي كانت جهاد في كل شيء و لكن لها طعم و بريق و ذكريات عالقة في الذاكرة رغم بساطتها و عفويتها لكنها تظل جميلة ٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *