المقالات

صدقوا ما عاهدوا الله عليه

جريدة موطني

صدقوا ما عاهدوا الله عليه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 4 مايو 2024

 صدقوا ما عاهدوا الله عليه

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد إن حُسن الخاتمة هو أمل ودعاء الصالحين والأتقياء الذين قص علينا ربنا سبحانه وتعالى أخبارهم، فقال عز وجل حكاية عن دعاءهم ” ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار” وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك” كما أنه صلوات ربي وسلامه عليه كان يتعوذ بالله تعالى من شر فتنة المحيا والممات، وفتنة الممات هي الساعة التي يكون فيها العبد في إدبار من الدنيا وإقبال على الآخرة، ويحاول الشيطان أن يفتنه في دينه ويحُول بينه وبين الإيمان بالله.

 

 

فعندها يثبت الله عز وجل المؤمن بالقول الثابت فيقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة” وإن لحسن الخاتمة أسباب وأعظم أسبابه هو إخلاص النية لله، والصدق في عبادته وتقواه فقال تعالى كما جاء في سورة الأحزاب” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما” فإن صدق العبد مع الله بالطاعة سلك به طريق المصلحين، وختم له بالحُسنى، ومن أسباب حسن الخاتمة هو الاستقامة على العمل الصالح، وهي أن يلزم الإنسان طاعةَ الله في كل أحواله، فمن عاش على شيء مات عليه، فقال سبحانه وتعالي في سورة إبراهيم.

 

” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة وفي الآخرة” وقد بشر الله تعالى أهل الاستقامة بتأييد الملائكة وتثبيتهم لهم عند الممات، كما أن حُسن الظن بالله تعالى من أهم الأسباب التي يُوفق بها العبد لحُسن الخاتمة، وهو أن يرجو الإنسان سعة رحمة الله تعالى، وكرمه في مغفرة ذنوبه، فقال صلى الله عليه وسلم ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل” وإن من أعظم ما يُورث حُسن الخاتمة هو تعجيل التوبة والصدق فيها، وإن ذكر الله تعالى عبادة من أفضل العبادات والطاعات، فقال عز وجل فى سورة العنكبوت “ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون” وفي وهج الحياة القاحلة يبحث كثير من الناس عن علاج لأمراضه النفسية بعيدا عن الدواء والعلاجات التي بها يطهر القلب، والعلاج سهل ويسير على مَن يسّر الله له العلاج، ألا وهو ذكر الله تعالى قولا وفعلا وتأسيا.

 

ذكر يؤتي ثمارا طيبة في النفس وفي الحياة، فإن الذكر سكينة النفس واطمئنان القلب وأولى هذه الثمار سكينة النفس وطمأنينة القلب التي يشعر بها الذاكر ويحس بها تملأ أقطار نفسه، فلا يحس إلا الأمن إذا خاف الناس، والسكون إذا اضطرب الناس، واليقين إذا شك الناس، والثبات إذا قلق الناس، والأمل إذا يئس الناس، والرضا إذا سخط الناس، وقال بعض السلف “مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها؟ قيل وما أطيب ما فيها؟ قال محبة الله تعالى ومعرفته وذكره” ويبلغ الكرم منتهاه ويبلغ التفضل ذروته، حين يخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقول رب العزة سبحانه وتعالى “قال الله عز وجل يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة” أو قال في ملأ خير منهم.

 

وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، إن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول” وذكر الله تعالى من أربح التجارات وأعظم الصفقات، فعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا بلى، قال ذكر الله” وقال العز بن عبدالسلام في قواعده “هذا الحديث مما يدل على أن الثواب لا يترتب على قدر النصب في جميع العبادات، بل قد يأجر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها، فإذا الثواب يترتب على تفاوت الرتب في الشرف.

صدقوا ما عاهدوا الله عليه

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار