أبجديات التربية
عيب و حرام
إحياء فضيلة وذم رذيلة
كتب/سعيد ابراهيم
انتقلت الى رحمة الله كلمة (( عيب)) واختها ((حرام)) ….
المرحومة (عيب)؛
كانت قائدة ورائدة في زمن الآباء والأجداد .
حكمت العلاقات بالذوق ووضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمة تحياتي لتلك الكلمة التي عرفناها من أفواه الأمهات والآباء .
تقبلناها بحب وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة في أحرف .
تحياتي لأكاديمية (عيب) التي خرّجت زوجات صابرات ، صنعن مجتمعات الذوق والاحترام وتخرج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة في الشهامة والرجولة !!!
أبجديات (عيب) جامعة بحد ذاتها ، وحروفها المجانية بألف دورة مدفوعة التكاليف .
بحروفك يا كلمة عيب : قدَّر الصغير الكبير ، واحترم الجار جاره ، وتداولنا صلة الأرحام بمحبة وشوق ولم نتطاول على بعض .
كان الأب يقف ويقول عيب : عمك ، خالك,خالتك،ابن عمك،ابن خالك.
كنا بنادى العم ياابا فلان ،وكنا بنقول الخال والد.
ياولدى جارك ،سَلِّم ،سامح،زور،عندهم مناسبه اقف معاهم.
.
كان يقال للبنت : (عيب) لا ترفعي صوتك ، عيب لا تلبسي كذا ، فتربت البنات على الحشمة والستر والأدب .
وتربى الشباب على غض البصر ، عيب لا تنظر للنساء .. لاترفع صوتك بوجه أستاذك ولا على من هو أكبر منك .. لاتهزأ من المسن .
وتربى الصغار على عيب لا تنقلوا سر الجار والدار .
لاتسأل صديقك ما دينك . ماطائفتك .
( عيب ) كانت منبراً وخطبةً يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة ، لم يكونوا خطباء ولا دعاة أو مُفتين ، وإنما هي كلمتهم لإحياء فضيلة وذم رذيلة …
كلمة ((عيب))
وكذلك كلمة ((حرام))
خرجت رجال ونساء عرفوا الواجب والاصول . أما الآن للأسف مع الزمن نسينا كلمة ((عيب)) و((حرام))
فنشأ جيل جديد لم نفلح في غرس كلمة “عيب” ولا شقيقتها الكبرى “حرام” في التفاهم مع سلوكياته أو مع التطوير والتزوير المستمر في العصر والمفاهيم والقيم حتى ماتت كلمة عيب وأنتهت من قاموس التربية ….
تحية من القلب للمرحومة كلمة (عيب) ولكل الأجداد والآباء الذين استطاعوا أن يجدوا كلمة واحدة يبنوا بها أجيالاً تعرف الأدب والتقدير والإحترام في الوقت الذي أخفقت محاولاتنا بكل أبجديات التربية المتطورة …
👈اللهم إنا استودعناك أولادنا فردهم إليك ردا جميلا.
#حفظ_الله_مصر
أبجديات التربية عيب و حرام إحياء فضيلة وذم رذيلة