أتذكرني يا قاسيون
د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي
قاسيون هلا خبرتني
عن الفيحاء الحالمة بين أحضانك
هل ما زالت جدائلها مسترسلة كالنسيم
ترسل أجمل القبل
هل مازال الياسمين يعرش على نوافذها
خبرني عن عطر وردتها الفواح
عن شمس الصباح وهي تشرق
والحسان يسقين زهورهن على الشرفات
عن خرخرة مياه النوافير
تنثرها في صحن الدار
وصوتها الصداح شجي الأنغام
وشجرة النارنج حبلى بالثمار
عن قهوة الصباح
تحتسيها أمي مع جاراتها في الصباحيات
خبرني قاسيون
هل ما زلت تذكرني
عندما خفق قلبي بالحب أول مرة
وتذكر اولى قصائد عشقي
وأنا أهيم حبا بفتاتي الدمشقية السمراء
القيها ونحن على سفوحك
تحت ضوء القمر
كانت عيناها كالغوطتين مكتحلتين بماء بردى
أتذكريني يا دمشق
وأنا أتسكع في زواريب الحارات
ألملم زهور الياسمين
لأجعل منها طوقا لجيد حبيبتي
خذني إليك قاسيون
فقد فاض بي الحنين
إلى رياضك
وليالي السمر
ويشدني إليك دمشق
قلبي المتيم عشق
د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي