أريج يروي حكاية المودّة
كتبت : الباحثة جنان الخفاجي
للورود لغة رفيعة تسمو على الألفاظ وتغنينا عن وفرة الحروف، فهي رسائل روحانية تنفذ إلى القلب قبل أن تطرق السمع. وما إن يفوح أريجها حتى تنهض الحواس جميعها من سكونها، لتصغي بخشوع إلى نداء القلوب، ذلك النداء الذي لا يترجمه سوى الصفاء والوداد.
ومن بستان قلبي العامر بالمحبّة، أجمع أزهى الورود وأبهاها، وأوشّحها بألوان الوفاء، وأصوغها في حُلّة تليق بحضوركم المهيب. ثم أقدّم لكل واحد منكم وردة مخصوصة، ليست زهرة عابرة، بل رمزًا خالصًا يحمل في جوهره معاني التقدير، ويجسّد في عطْره أواصر المودّة.
إنها وردة تفيض بما عجزت عن بسطه العبارة، فيها الاحترام متأصّل كجذور الأرض، وفيها المحبّة متفتّحة كالبتلات الوضيئة، وفيها الوداد ندِيّ كقطرات الفجر، وفيها الامتنان باقٍ بقاء العطر في ذاكرة المكان. أهديها إليكم لا كهبة عابرة، بل عربون مودة صادقة، وعلامة خالدة على ما يجمع بيننا من روابط إنسانية نبيلة تسمو فوق حدود الزمان والمكان.