
أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
هل سيحل الذكاء الأصطناعي بديلا للأدب
هناك سؤالا يدور في أذهان الكتاب والأدباء والصحفيين الا وهو (في زمن الذكاء الأصطناعي والعولمة هل سيحل الذكاء والأصطناعي بديلا للأدب وهل يمكنه وصف الشعور الأنساني والوجداني بدقة )،وهنا لنا رأي واضح وصريح بهذا الشأن الا وهو أن الذكاء الأصطناعي مهما تطور وادخلت اليه تحديثات جديدة يظل الأحساس العميق والشعور الأنساني والتجربة الذاتية شيء لا يعوض ولا يستبدل ويمكن أن يفضح الأنسان الذي يعتمد هذه الطريقة بالكتابة لأن الناس أذكياء والأنسان صاحب الشعور والتجربة سيكون مفتقرا لروح النقاش مع الناس والتمكن القوي من اللغة والردود الواضحة التي تنم عن تجربة شخصية صريحة وقوية ومعلومات عامة ،وسيكشف عاجلا أم اجلا لأنه ستكون كتاباته في كل مرة بشكل مختلف وشيتشتت ويضيع ولن تكون هناك له بصمته الخاصة في الكتابة وسيصاب عقله وتفكيره بالجمود ولن يطور معلوماته وطريقة طرحه بل الكاذب على الناس لن يستطيع الكذب على نفسه وسيحتقر نفسه في لحظة انفراده بذاته لأنه يعلم أنه ليس مبدعا وليس معطاء كما قال عنه أحد المجاملين وسرقة أفكار كتاب اخرين والسرقة من الذكاء الأصطناعي وجهان لعملة واحدة كلاهما يؤديان الى نفس الكوارث مهما اجتهد السارق بتغيير بعض الكلمات والنصوص والكتابات الأدبية .
لذلك ننصح من يريد الكتابة بشأن معين أن يكثر من القراءة والمطالعة والأكثار من القراءة لكاتب معين يعجبه في أفكاره كي ينمي في داخله روح المنافسة وأن تكون له محاولات عديدة في الكتابة وأن كانت ركيكة وضعيفة اللغة في بادئ الأمر فهي ستتطور تلقائيا بكثرة المطالعة والأجتهاد وقراءة الكتب الورقية التي تحملنا على بساط الرقي لعالم الثقافة والأحساس وتنمي مواهبنا كذلك التجارب الشخصية في الحياة والضغوط وتنوع المواقف تشذب النفوس والصدق يقوي الروح والنقاء يرتقي بالهواية ويجعلها أبداعا مع مرور الوقت ،لذلك محاولة استعارة ثياب تليق بجسد لغتنا من الذكاء الأصطناعي الخالي من الأحساس شيء سلبي جدا ولن يجد ثيابا مناسبة وأنيقة لأحساسه المتفرد فلكل انسان بصمة خاصة وطريقة طرح تناسب الزاوية التي ينظر من خلالها للأمور وذلك سيجعل الأنسان يدور حول شجرة في مكان واحد بلا تطور ولا انطلاقة يستطيع من خلالها بناء شخصية أدبية سوية تدفعه لتطوير نفسه ومجتمعه وتدخله عجلة الرقي والعطاء والأبداع الأدبي والله الموفق .
أفكار بصوت مرتفع