أهم أسباب الوقوع في الوباء
أهم أسباب الوقوع في الوباء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 22 ديسمبر 2024
أهم أسباب الوقوع في الوباء
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد أخرج النسائي وابن حبان في صحيحه أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قام خطيبا فقال أيها الناس اتقوا الخمر، فإنها أم الخبائث وإن رجلا كان مما كان قبلكم من العباد، كان يختلف إلى المسجد فلقيته امرأة سوء فأمرت جاريتها فأدخلته المنزل، فأغلقت الباب، وعندها باطية من خمر، وعندها صبي فقالت له لا تفارقني حتى تشرب كأسا من هذا الخمر، أو تواقعني أو تقتل الصبي وإلا صحت، يعني صرخت وقلت دخل علي في بيتي فمن الذي يصدقك؟
فضعف الرجل عند ذلك وقال أما الفاحشة فلا أتيها وأما النفس فلا أقتلها فشرب كأسا من الخمر، فقال زيديني فزادته، فو الله ما برح حتى واقع المرأة وقتل الصبي، وقال عثمان رضي الله عنه فاجتنبوها فإنها أم الخبائث وإنه والله لا يجتمع الإيمان والخمر في قلب رجل، إلا يوشك أحدهما أن يذهب بالآخر، فإتقوا لله أيها المسلمون وإحذروا من كل ما يذهب عقولكم ويمحق أجوركم، ومن أهم أسباب الوقوع في هذا الوباء الرفقة السيئة، التي تغري الشاب بها ويوهمونه كذبا بأنها تجلب السعادة، وتقوي الذاكرة، وغير ذلك من الأكاذيب، مما يجعله يقع في الفخ إما مجاملة أو خشية إتهامهم له بعدم الرجولة أو الجبن أو نحو هذا، وما هي إلا فترة حتى يقع في شباكهم وربما قدموها لهم هدية في بادئ الأمر.
فإذا أوقعوهم فيها وطلبوها فيما بعد بدأت مساومتهم وإبتزازهم له ماديا وأخلاقيا، ومن الأسباب هو ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر وضعف الوازع الديني ينضاف لذلك ضعف في التربية ورقابة البيت والأسرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن” رواه البخاري، ومن هنا يتأتى غرس الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر في نفوس الناشئة أساس الصلاح والوقاية من كل فساد وخطر يهدد المجتمع بأسره، فيجب على كل مسلم أيا كان موقعه فالإيمان له أثره الواضح في نفوس الأفراد والأُسر والمجتمعات، لتخليصهم من شؤم المنكرات وقيامهم بطاعة الله تعالى، وإشاعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فهذا بإذن الله تعالى صمام أمان يحفظ المسلم من الشرور والضياع، ويكفل له السعادة في الدنيا والآخرة، وإن القوانين والعقوبات الرادعة على أهميتها ودورها العظيم في مكافحة المخدرات لا تصلح بديلا عن الزاجر الداخلي في الإنسان، المتمثل في الوازع الديني والرقابة الذاتية لدى المسلم، هذا الوازع الذي رأيناه يريق الخمر في شوارع المدينة أنهارا بمجرد أن يطرق أسماع المسلمين نبأ تحريم الخمر، والأمر باجتنابها، سمعوا نداء القرآن الكريم، وسمعوا المنادي ينادي ” ألا إن الخمر قد حرمت” فقال أحدهم ” فما دخل علينا داخل ولا خرج منا خارج حتى أهرقنا الشراب، وكسرنا القلال، قال وبعض القوم شربته في يده أراقها، قائلا إنتهينا ربنا”