الرئيسيةمقالاتأين أجدني؟
مقالات

أين أجدني؟

أين أجدني؟

لا أعرف نفسي…

كأن بيننا بحارًا لا ضفاف لها،

كلما مددت يدي لأمسكها،

انزلقت من بين أصابعي كالماء.

أقف أمام المرايا،

أفتش في انعكاساتها عن وجهي القديم.

كل مرآةٍ تهمس لي:

«لقد تغيّرت ملامحك…»

فأتساءل مذهولًا:

كيف تغيّرت ولم أشعر؟

متى تسرّب الغياب إلى ملامحي؟

تناثرت أوراق عمري كخريفٍ متأخر،

جفّت العواطف، وتاهت الأحلام،

وبقيت الأمنيات أسيرة صمتٍ طويل.

لم أجد سوى أقنعة…

وجوهٌ بلا دفء، كلماتٌ بلا قلب.

لكن هناك من يتسلّل إلى أعماقي برفق،

كنغمةٍ قديمة تسكن الروح ولا ترحل،

يتركون في داخلي أثرًا لا يُمحى،

أثرًا لا يشبهه أحد.

هم الهمسات التي تشبه الفجر،

المفاتيح التي تفتح الأبواب دون أن تطرقها،

المسافة بين الشعور والكلمة،

واللغة التي يعجز القلب عن قولها.

في البدايات…

نصدّق الممكن والمستحيل معًا،

نرى النور في أدق التفاصيل،

ونمضي بلا خريطة،

نراهن على الغد وكأننا نملكه.

لكننا نمضي… ونكتشف.

ويبقى السؤال يطاردني:

أين أجد نفسي؟

هل كانت الأحلام بداية؟

أم أن البداية كانت الحلم كله؟

ما زلت عالقة بين بدايةٍ لا تنتهي،

ونهايةٍ لم تولد بعد.

فأين… أجدني؟

أين أجدني؟

بقلم ـ سامية النبهاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *