سعيد ابراهيم السعيد
إسرائيل من الداخل
ישראל מבפנים
تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم العشرين بعد المئة، وأدار جيش الاحتلال اشتباكات ضارية مع المقاومة الفلسطينية، فيما ارتفت حصيلة الضحايا إلى 27 ألفاً و238 شهيداً، إضافة إلى 66 ألفاً و452 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023، كما خلفت الحرب على غزة دماراً كبيراً بمستشفى الشيخ “حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية” بالقطاع.
وفي قصف لطائرات الاحتلال، امس السبت، استهدف حي الرمال من مدينة غزة، استُشهد مواطنان فلسطينيان وأصيب ثمانية آخرون.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، عن شهود عيان، قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة خيري، قرب مفترق معتوق بحي الرمال، ما أسفر عن استشهاد 8 وإصابة 8 آخرين.
وأدى قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية 3 منازل في مدينتَي دير البلح وسط قطاع غزة ورفح (جنوب)، إلى سقوط 26 شهيداً وعشرات المصابين.
وأفادت شبكة الجزيرة الإخبارية القطرية باستشهاد فلسطينيَّين اثنين وإصابة ثلاثة برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي في حي النصر بمدينة غزة.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي نصب حواجز، وأغلق طرقاً رئيسية في غلاف غزة، وأعلنها مناطق عسكرية مغلقة. وأضافت أن اشتباكات بالرشاشات الثقيلة تدور بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في المناطق الشمالية لقطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 12 مجزرة راح ضحيتها 107 شهداء و165 مصاباً خلال 24 ساعة.
ودارت اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في الأحياء الغربية لمدينة غزة، وفي خان يونس جنوب القطاع المحاصَر.
إلى ذلك، خلّف قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي دماراً هائلاً في مستشفى “الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية” بقطاع غزة.
وأظهرت الصور التي التقطتها وكالة “الأناضول” حجم الدمار والتخريب الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي قبل انسحابه من المناطق الشمالية الغربية للقطاع، يوم الخميس، في المستشفى بأقسامه وأروقته وبنيته التحتية.
وطال التخريب داخل المستشفى الأجهزة والمعدات الطبية، ودماراً واسعاً في معداته وداخله، بالإضافة إلى الشوارع المؤدية إلى المستشفى والبنية التحتية للمنطقة.
. ومازال جيش الاحتلال الإسرائيلي يزيد من مأسات أهالي غزة
حيث قام بــ تدمير محطة تحلية مياه البحر في منطقة السودانية غرب مدينة غزة تخدم أكثر من 250 ألف مواطن يومياً، الأمر الذي يزيد الأزمة المستمرة في الحصول على مياه صالحة للشرب.
. كما حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس السبت من أن سكان غزة “يموتون أمام أعين العالم” في كارثة فريدة من نوعها.
وأشارت الأونروا إلى أزمة الجوع والمأساة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد يوم في قطاع غزة، في ظل الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 4 أشهر والحصار.
يذكر أن 18 دولة والاتحاد الأوروبي قرروا تعليق تمويلهم للأونروا بناء على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في هجوم 7 أكتوبر 2023.
. برغم رفض العالم أجمع والتظاهرات بكل أنحاء العالم لما يحدث في غزة إلا أن نتنياهو وحكومتة لا يريدون إيقاف الحرب
حيث تظاهر آلاف الإسرائيليين أمس السبت، في عدة مناطق بـ فلسطين المحتلة، ضد حكومة بنيامين نتنياهو، مطالبين بـ”إجراء انتخابات مبكرة الآن” وإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت (خاصة)، إن آلاف الإسرائيليين شاركوا في التظاهرات ضد الحكومة في مدن القدس الغربية وتل أبيب ورحوبوت (وسط) وحيفا وكفار سابا وقيسارية (شمال) ومناطق أخرى.
وفي القدس الغربية، تظاهر مئات أمام منزل الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، مطالبين بإجراء انتخابات فورية وإقالة حكومة بنيامين نتنياهو.
وفي تل أبيب، تجمع آلاف الإسرائيليين في ساحة كابلان، للمطالبة بإقالة حكومة نتنياهو، وأغلقوا عدة طرق رئيسية محيطة، قبل أنّ تُقدِم الشرطة على فضّ التظاهرة، وفق يديعوت أحرنوت.
واعتقلت الشرطة 5 متظاهرين بتهمة “إثارة الشغب وإغلاق الشوارع” في تل أبيب، حسب إذاعة الجيش الإسرائيلي الرسمية.
كما تظاهر آلاف الإسرائيليين عند مفترق حوريف بمدينة حيفا، مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة، وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، حسب الصحيفة ذاتها. وحمل المشاركون لافتات كُتب عليها: “الانتخابات الآن” و”أنقذوا الأسرى”.
ودعا مئات الإسرائيليين، نتنياهو وحكومته، إلى “التنحي فوراً”، وذلك أمام منزله في مدينة قيسارية، حسب يديعوت أحرنوت.
وفي رحوبوت (جنوب تل أبيب)، تظاهر عشرات أمام معهد وايزمان للعلوم، وهتفوا ضد نتنياهو، وفق يديعوت أحرنوت.
ويتظاهر الإسرائيليون بوتيرة شبه يومية للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وإطلاق سراح الأسرى في غزة، لكن التظاهرات المركزية تنظم السبت.
ويقدر مسؤولون إسرائيليون أن نحو 136 أسيراً ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، منذ شن حماس في 7 أكتوبر الماضي، هجوماً على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف القطاع.
. ومنذ هذا الحين يعاني المجتمع الإسرائيلي من صدمة نفسية كبيرة جراء هجوم “طوفان الأقصى”، الذي أطلقته حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في السابع من أكتوبر 2023.
وكشفت دراسة نُشرت في مجلة “ذي لانسيت” الطبية البريطانية بتاريخ 5 يناير الماضي أن كل سكان إسرائيل تعرضوا بطريقة أو بأخرى لتداعيات هجوم “طوفان الأقصى” غير المسبوق من حيث “النطاق وهول الصدمة النفسية”.
ويعيش المجتمع الإسرائيلي أزمة صحية نفسية غير مسبوقة وقلقاً بشأن الرهائن، حسب الدراسة، التي تطرقت إلى “صدمة نفسية وطنية جسيمة” نظراً لعدد الأعراض التالية للصدمة وحالات الاكتئاب والكرب، ما يشير إلى “أثر ملحوظ” في الصحة النفسية للإسرائيليين.
وأكدت شيري دانييلز، المسؤولة في خط الطوارئ “عران” للإسعافات النفسية، أن عدد الاتصالات التي تتلقاها هذه المنصة الهاتفية والإلكترونية تضاعف منذ 7 أكتوبر الماضي.
وكشف المدير العام لوزارة الصحة، موشيه بار سيمان طوف، أن من أصل السكان المقدّر عددهم بـ9.7 مليون نسمة، تعرّض منهم 100 ألف لحوادث قد تسبّب صدمة نفسية منذ السابع من أكتوبر 2023.
بدوره، اعتبر وزير الصحة، أوريئيل بوسو، أن دولة إسرائيل، التي أعلن إنشاؤها سنة 1948 تواجه بكل بساطة “أكبر أزمة صحة نفسية في تاريخها”.
وتضم كل عائلة إسرائيلية تقريباً جنديّاً بين أفرادها من العسكريين الدائمين أو الاحتياطيين الذين يشاركون في العمليات في غزة. وقد لقي 224 منهم حتفه في المعارك.
وفي ظلّ الحاجات المتفاقمة والنقص الفادح في الاختصاصيين النفسيين، أعلنت الحكومة الإسرائيلية حملة للتوظيف، وقررت في منتصف يناير الماضي منح موارد إضافية لقطاع الصحة النفسية بقيمة 1.4 مليار شيكل (أكثر من 350 مليون يورو).