الرئيسيةاخبارإياكم من البدع التي نهى الشارع عنها
اخبار

إياكم من البدع التي نهى الشارع عنها

إياكم من البدع التي نهى الشارع عنها

إياكم من البدع التي نهى الشارع عنها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المحمود على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل الضلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله جبله ربه على جميل الفعال وكريم الخصال، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد لقد حذرنا الإسلام من الإبتداع في الدين، وما أحسن أن يستشهد المرء هنا بقول الإمام مالك رحمه الله تعالى “من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول ” اليوم أكملت لكم دينكم ” فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا” وقال أيضا ” قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تم هذا الأمر واستكمل، فإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نتبع الرأي” هذا وإن أصل الإحتفال بالمولد. 

 

يرجع إلى العبيديين الذين يتسمّون بالفاطميين، فهم أول من أحدث هذه البدعة في الأمة، وما كانت الموالد تعرف في دولة الإسلام قبل هؤلاء، فقد جاء في كتاب “الخطط” المسمى “كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار” تحت عنوان “ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعيادا ومواسم” قال “كان للخلفاء في طول السّنة أعياد ومواسم مثل رأس السنة، ومواسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم” فكانت الموالد من الآثار التي خلفها هؤلاء العبيديون الباطنيون مع غيرها من البدع والمنكرات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، وقد حمل راية هذه البدعة من بعدهم المتصوفة، الذين وجدوا في إحياء هذه البدعة متنفسا لنشر باطلهم وبدعهم، وما الطقوس التي تعمل في زمننا هذا أثناء إقامة المولد إلا أكبر شاهد على حمل الصوفية.

 

لراية هذه البدعة، فقد وجدوا في هذه البدعة مرتعا خصبا لنشر غلوّهم ورقصهم وطقوسهم، وشطحهم، وذلك تحت ستار ما يدّعونه من محبّة النبي صلى الله عليه وسلم فيقول الله تعالي” فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ” وقد كان أول تأييد رسمي ناله المتصوفة لإحياء هذه البدعة على يد الملك المظفر ملك إربل، الذي كان يحتفل بالمولد إحتفالا هائلا ينفق فيه ثلاثمائة ألف دينار، ويعمل فيه للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر، ويرقص بنفسه معهم، وقد إستمرت هذه الإحتفالات بهذه البدعة إلى زماننا هذا، وحسبك ببدعة أنشأها ملاحدة باطنيون معروفون بالبدع والمنكرات، وتولاها من بعدهم متصوفة ضالون مضلون لم يتركوا شيئا من باطلهم وبدعهم إلا وأدخلوه فيما يسمى بالمولد النبوي، ولا عجب في اتفاق الطائفتين على هذا الأمر. 

 

فهم يجمعهم مشرب واحد إذ الكل يزعم أن الشريعة لها ظاهر وباطن، ويضاف إلى كون فعل هذا الأمر من البدع التي نهى الشارع عنها، ما فيه كذلك من مضاهاة ومشابهة للنصارى في ميلاد نبي الله عيسى عليه السلام فإن النصارى يحتفلون بيوم مولد عيسى عليه السلام، ويتخذونه عيدا، وذلك بإيقاد الشموع وصنع الطعام، وإرتكاب المحرمات، وفعل الموبقات، من شرب للخمور، وفعل الفواحش، وغير ذلك من المهازل والقبائح، وفى هذا يقول بعضهم معللا مشروعية الإحتفال بفعل المولد إذا كان أهل الصليب إتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدا أكبر، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر، ونسي هذا القائل أو تناسى تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من مشابهة اليهود والنصارى فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ” لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا، وذراعا ذراعا، 

 

حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم” قلنا يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ أي فمن هم غير أولئك؟ وأخيرا أسأل الله بأسمائه الحسنى أن يجعلني وإياكم من الذين طابت أقوالهم وأعمالهم ونفوسهم وأسأل الله أن يجعلنا وذرياتنا من الطيبين المطيبين، فاللهم أدخلنا دار الطيبين يا رب العالمين.

إياكم من البدع التي نهى الشارع عنها

إياكم من البدع التي نهى الشارع عنها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *