إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على إمتنانه ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلي اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد ذكرت المصادر الكثير عن بينيتو أندريا موسوليني وهو حاكم إيطاليا ما بين عام ألف وتسعمائة وإثنين وعشرين إلي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين ميلادي، وكما ذكرت المصادر أنه كانت الحرب العالمية الثانية ثقيلة على إيطاليا إثر تحالفها مع ألمانيا واليابان وهم دول المحور حيث فشل الجيش الإيطالي في إحتلال اليونان ثلاثة مرات حتى قامت وحدات من قوات النخبة النازية بمساعدته في إحتلالها، وفي ليبيا لم يكونوا بأحسن حال حيث كانت هزيمتهم أمام البريطانيين، الذي أدى إلى تدخل الجيش الألماني للحفاظ على وجود إيطاليا في شمال أفريقيا.
مما جعل الجيش الإيطالي يستعين بالضباط والمستشارين العسكريين الألمان ومشاركة إيطاليا بغزو روسيا وتشكيل الجيش الإيطالي في روسيا وإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، وبحلول عام ألف وتسعمائة واثنين وأربعين كانت إيطاليا على الهاوية، وجيشها مهزوم وجائع ولديهم نقص في العتاد والسلاح، وكان هناك نقص في المؤن داخل إيطاليا نفسها وغضب الشعب وتوجه ضد الحرب ورأى أن موسوليني قد كذب عليهم حتى وصل الأمر أن بلادهم قد احتلت من قبل الجيوش البريطانية والأميركية وأصبح موسوليني عدو الشعب الأول وأمر الملك بإعتقاله فإعتقل وكان سجنه عبارة عن فندق في منتجع للتزلج في أعالي الجبال، وفي يوم الثامن عشر من شهر أبريل لعام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعون ميلادي.
بينما كان الحلفاء على وشك دخول بولندا والروس يزحفون نحو برلين، غادر موسوليني مقر إقامته في سالو رغم إعتراضات حراسه الألمان ، فظهر في ميلانو ليطلب من أسقف المدينة أن يكون وسيطا بينه وبين قوات الأنصار للإتفاق على شروط التسليم التي تتضمن إنقاذ رقبته، إلا أن قيادة الأنصار التي كان يسيطر عليها الحزب الشيوعي الإيطالي أصدرت أمرا بإعدامه، وتابع هو رحلته بالسيارة متخفيا ومعه عشيقته كلارا ليخوض ما أسماه بمعركة الشرف الكبرى والأخيرة، وعندما وصل إلى مدينة كومو القريبة من الحدود السويسرية تبين أنه كان واهما وأن أنصاره المخلصين لا يزيدون على عدة عشرات من الأشخاص، أخذوا ينفضون من حوله بسرعة عندما شاهدوا الزعيم يهذي وبه مس من الجنون، وفي الخامس والعشرين من شهر أبريل.
كان في كومو مدينة عشيقته كلارا بيتاتشي ومنها كتب آخر رسالة له إلى زوجته راشيل يطلب منها الهروب إلى سويسرا، وفي السادس من شهر أبريل زاد خوفه ففر إلى ميناجيو مدينة عشيقته الأخرى أنجيلا، وحاول موسوليني الهرب مع عشيقته كلارا بإختبائه في مؤخرة سيارة نقل متجها إلى الحدود ولكن السائق أوقف السيارة وأمرهم بالنزول وأخذ بندقيته وأخبرهم بأنه قبض عليهم باسم الشعب الإيطالي، وتم إعتقال القائد وعشيقته كلارا بيتاتشي في السادس والعشرين من شهر أبريل عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعون ميلادي، في دونغو في منطقة بحيرة كومو شمال البلاد فيما كانا يحاولان الفرار إلى سويسرا، وفي اليوم التالي أتت الأوامر من مجلس جبهة التحرير الشعبية بإعدام موسيليني وجاء العقيد فاليريو الذي إنضم سرا للجبهة إلى مكان إعتقال موسوليني.
وأخبره بأنه جاء لينقذه وطلب منه مرافقته إلى المركبة التي كانت في الإنتظار، وذهب به إلى فيلا بيلموت المجاورة حيث كان في إنتظارهم فرقة من الجنود، كانت جبهة التحرير قد قبضت على أغلب معاونيه وحددت خمسة عشر شخصا منهم بإعدامهم وفي يوم التاسع والعشرين من شهر أبريل تم تجميعهم بما فيهم موسوليني وعشيقته كلارا وتم وضعهم مقلوبين من أرجلهم في محطة للبنزين في مدينة ميلانو، وتعتبر هذه الطريقة في الإعدام مخصصة للخونة في روما القديمة التي حاول موسوليني إعادة أمجادها، وعُرضت جثتاهما مع جثث خمسة قادة فاشيين آخرين في ساحة عامة في ميلانو معلقة من الأرجل أمام محطة لتزويد الوقود، وجاءت الجماهير تسبهم وتشتمهم وتبصق عليهم وترميهم بما في أيديهم، فقد الجماهير السيطرة على أنفسهم.
فأخذوا بإطلاق النار على الجثث وركلهم بالأرجل، وفي القرى والمدن تم قتل كثير من الفاشيست حيث ووضعت جثثهم في سيارات نقل الأثاث وتجولت بهم في شوارع ميلانو، وبعد إنتهاء كل شيء أخذت الجثث ودفنت سرا في ميلانو، وفي سنة ألف وتسعمائة وسبعة وخمسون ميلادي، سلمت جثة موسوليني لأهله لتدفن قرب مدينته التي ولد بها.