الألفة والثقة بالنفس
الألفة والثقة بالنفس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إنها محبة الله ومغفرته للعبد ومن حضي بها فقد حاز الأمن والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وبها تنال حلاوة الإيمان، فعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار” وتطلق سمة الانفتاح على الصفات ذات الصلة كالألفة والثقة بالنفس والسعي للإثارة والدفء، والنشاط والعواطف الإيجابية، وتؤثر الحياة العائلية والطريقة التي نشأ عليها الشخص في سماته، وقد أظهرت دراسات التوائم وأبحاث أخرى أن نحو نصف الاختلافات بين الأفراد.
تنتج عن مورثاتهم في حين ينتج النصف الآخر عن بيئاتهم، وقد وجد الباحثون أن الضمير والانبساط والانفتاح على التجارب والعُصاب ثابتة بشكل مترابط منذ الطفولة وحتى البلوغ، والانفتاح هو التقدير العام للفن والعاطفة والمغامرة والأفكار غير المألوفة والخيال والفضول وتنوع التجارب، ويتمتع الأشخاص المنفتحون على التجارب بالفضول الثقافي والانفتاح العاطفي وتقدير الجمال والاستعداد لتجربة الأشياء الجديدة، وأيضا يميلون أن يكونوا أكثر إبداعا ووعيا بمشاعرهم بالمقارنة مع الأشخاص الانطوائيين وغالبا ما يعتنقون معتقدات غير تقليدية، قد يُعتبر الانفتاح الشديد تقلبا أو نقصا في التركيز، ويميل أصحابه إلى القيام بسلوكيات خطيرة أو تعاطي المخدرات.
وعلاوة على ذلك، يُقال إن الأفراد ذوي الانفتاح الشديد يسعون لتحقيق الذات بشكل خاص عبر التجارب الشديدة والمُبهجة، وعلى العكس، يسعى الأشخاص الأقل انفتاحا إلى تحقيق الاكتفاء من خلال المحافظة ويتسمون بالواقعية والاستناد إلى البيانات، وقد يوصفون بالحزم والانغلاق، ويبقى هناك بعض الجدل حول كيفية تفسير وتأطير عامل الانفتاح، ويمكنك أن تجعل شخصيتك قوية جذابة، وذلك عن طريق المصافحة، فعليك أن تصافح الأخريين بثبات وحزم غير مبالغ فيه، وابتعد عن المصافحة بأيدي رخوة فهي سمة من سمات غير الواثقين وكذلك ابتعد عن المصافحة بأيد قوية جدا فقد تشعر الآخرين بأنك إما أن تكون شخصا متغطرسا متسلطا.
أو انك تخدعهم بقوة شخصيتك وتنقصك الثقة، وكذلك أيضا الثقة بالنفس فعليك أن تجعل نبرة صوتك تعبر عن الثقة حتى يصل إلى الناس قبل أفكارك فنبرة صوتك لها اثر كبير على مشاعر الآخرين وعليه يحدد من يسمعك هل أنت تتحدث بصوت ينم عن الشجاعة أو اليأس والشجن ولابد أن يكون كلامك واضحا بعيدا عن التردد كن ذا لباقة فإذا أردت حب الناس كن شغوفا بهم ولا تجعل لسانك يخونك قط فإن القدرة على الكلام مع اللباقة تزيد من قوة تأثيرك على الناس، وكذلك أيضا التحلي بالصبر، فاصبر على الآراء والأفكار التي تراها في قرارة نفسك غير متفقة معك فان من أسرار الشخصية الجذابة الإصغاء الواعي المشوب بالتقدير والعطف على آراء الآخرين وحاول أن تحاور.
وتناقش بعقلانية وهدوء عندما يخالف رأيك احد ولكن احترم رأيه ولا تحاول قدر الإمكان أن تجرح شعوره ولذلك يقول الله تعالى كما جاء في سورة الشوري ” ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور” أي أن الصبر والعفو والتسامح، هو من الأشياء التي تعطي قوة في العزيمة وهذا ما ينعكس على قوة الشخصية، فكن مرحا متفائلا فإن أكثر الناس يحب المرح المنضبط ، والتفاؤل المشرق، خاصة وقت الأزمات حيث أن الآخرين يشعرون بأنك الشخص المناسب وقت الشدائد فيعمدون إليك لتصبرهم وتوجههم اهتم بمظهرك، ولقد جاء في الأثر أن الشيطان إذا علم أن ابن آدم يحتضر، قال أدركوه، فإن لم تدركوه فاتَكم، فيحضر الشيطان أعوانه عند رأس ابن آدم، فلا يزالون يزيّنون له الباطل.
وهو يغرغر بروحه، فيقول أحدهم مُت يهوديا، فإنه خير الأديان، وآخر يقول مُت نصرانيا، فإنه خير الأديان، وإن لم يستطيعوا ذلك، ذكروه بمعاص كان يألَفها ولذا أثر عن بعض الذين كانوا يصرون على المعاصي أنهم ينطقون بها عند موتهم عياذا بالله، ومَن لم يثبّت في هذه الحال أزاغه الشيطان فقد جاء عن عدد من الناس أنهم ذكروا بمعاصي ألفوها وأقاموا عليها، فنطقوا بها، وذكر ابن القيم رحمه الله أن رجلا ممن كان يتعاطى الربا، ذكر بلا إله إلا الله عند موته، فرد الثلاثة عشر بأربعة عشر، منطق الربا الذي تعوّده، وذكر أحدهم أيضا بلا إله إلا الله كما ذكَر ابن القيم، فردد كلمات الغناء التي كان يألفها، نعوذ بالله من هذه الحال لأن المثبت هو من ينطق التوحيد، ويستقر بها قلبه كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله، دخل الجنة” .