المقالات

الأمة وإستغلال المواهب والطاقات

جريدة موطنى

الأمة وإستغلال المواهب والطاقات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور وسلم تسليما، الذي حارب صلي الله عليه وسلم في السنة التاسعة من شهر رجب حيث كانت غزوة تبوك حين بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعوا له يريدون غزوه فخرج إليهم صلى الله عليه وسلم في زمن عسرة وفي أيام شدة الحر وطيب الثمار والمسافة بعيدة فنزل في تبوك نحو عشرين يوما ولم يكن قتال ثم رجع إلى المدينة وأقام فيها وكاتب من حوله من زعماء الكفار يدعوهم إلى الإسلام. 

وصارت الوفود تأتي اليه من كل وجه يعلنون إسلامهم ويتعلمون من رسول الله صلي الله عليه وسلم دينهم فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فإن الإسلام قد حث على استثمار الطاقات والكسب والاحتراف، وأن الأمة الإسلامية غنية بما وهبها الله من موارد وطاقات وأن هذه الموارد وتلك الطاقات لو استغلت استغلالا صحيحا في حدود القيم والأخلاق وفي حدود التخطيط السديد لأصبحت من أغني أغنياء العالم، فإن تقدمها ونماءها وازدهارها مصحوب بالقيم الأخلاق أولا، وبالجد والسعي والعمل واستثمار الطاقات ثانيا، فهذان ميزانان بهما ترقي الأمة وتتقدم، وبانعدامهما تتخلف وتصاب بانحطاط مادي وخلقي وكفي بالواقع المعاصر على ذلك شهيدا، وإن التنمية تعنى عملية تطوير وتغيير قدر الإمكان نحو الأحسن فالأحسن.

وتكون مستمرة وشاملة لقدرات الإنسان ومهاراته المادية والمعنوية، تحقيقا لمقصود الشارع من الاستخلاف في الأرض، برعاية أولى الأمر، وذلك ضمن تعاون إقليمى وتكامل أممى، بعيدا عن أى نوع من أنواع التبعية، وهذا التعريف جامع وشامل لجميع مجالات التنمية العلمية والعملية والروحية والجسدية وغير ذلك، وإن أهم هذه المجالات بلا شك هو مجال التنمية الإيمانية، فينبغي على العبد أن يسعى إلى تنمية وزيادة إيمانه دائما لأن الإيمان يزيد وينمو بالطاعة وينقص بالمعصية، وإن بالمثال يتضح المقال فلو إننا صلينا الجمعة جماعة في المسجد، فإن النسبة التي حصل عليها كل واحد من المصلين تختلف عن الآخر تبعا لخشوعه وتقواه وإيمانه بالله تعالى، وعن عمار بن ياسر رضى الله عنهما قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

” إن العبد ليصلى الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها” رواه أحمد، لذلك كان الإيمان شعبا أى درجات، وكذلك الكفر شعب كما ذهب إلى ذلك كثير من العلماء، وإذا أردنا التنمية الإيمانية فعلينا أن نسلك سبل عوامل زيادة الإيمان ونمائه وهي كثيرة منها حضور مجالس العلم، ومنها قراءة القرآن وتدبره ففى قراءته وتلاوته، يزداد الإيمان ويدل على ذلك قول الله عز وجل في وصف المؤمنين الصادقين كما جاء فى سورة الأنفال “وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ” ومنها التأمل في آيات الله الكونية ومخلوقاته عز وجل ويدل على ذلك قول الله تعالى كما جاء فى سورة يونس ” قل انظروا ماذا فى السموات والأرض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون” 

فإن العبد إذا تفكر في آيات الله تعالى في هذا الكون عرف عظمة الله تعالى فازداد إيمانه، ومنها أيضا البعد عن المعاصى لأن اقتراف المعاصى سبب في نقصان الإيمان، والبعد عنها ومدافعتها سبب زيادته والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

الأمة وإستغلال المواهب والطاقات

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار