الرئيسيةمقالاتالإنسان وثمرات الإتقان
مقالات

الإنسان وثمرات الإتقان

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أحمده جل شأنه وأشكره على عظيم نعمه الكثيرة بلا عدد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند يرجى منه العون والمدد، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله خير من عظم ربه وصلى وسجد، إصطفاه ربه بالرسالة فبلغها وإجتهد صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد يقول الله تعالى كما جاء في سورة الكهف ” قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا” وقيل الآية الكريمة فيها دلالة على أن من الناس من يعمل العمل وهو يظن أنه محسن وقد حبط سعيه في الدنيا دون أن يدري، والذي يوجب إحباط السعي إما فساد الإعتقاد أو المراءاة، والمراد هنا الكفر، وروى البخاري عن مصعب قال سألت أبي ” قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا أهم الحرورية ؟ قال لا هم اليهود والنصارى.

 

وأما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى فكفروا بالجنة، فقالوا لا طعام فيها ولا شراب، والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وكان سعد يسميهم الفاسقين، والآية معناها التوبيخ، أي قل لهؤلاء الكفرة الذين عبدوا غيري، يخيب سعيهم وآمالهم غدا فهم الأخسرون أعمالا، وهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا في عبادة من سواي، واعلموا يرحمكم الله ن ثمرات الإتقان كبيرة، فإن الإنسان ينال رضا الله، وتحصل البركة والرفعة في الآخرة والدنيا وتتحقق مطالب الشريعة، وإذا كان الإتقان في طلب العلم والتعليم والحديث والقرآن والتجويد كيف ستكون قوة الأمة ؟ إذا كان الإتقان في الدعوة، فإن هناك إتقان أساليب الدعوة، بعد إتقان منهج الدعوة وطرق الدعوة ووسائل الدعوة والتبليغ، والداعية وبناء الدعاة والتربية.

 

وبناء المربين، والتربية وأحكام التربية وإتقان التربية، وزرع المفاهيم وكيف تؤسس القواعد في النفوس، وبأي شيء تبدأ، وكيف تتعاهد هذا المفهوم، وإستعمال القصة تارة والحدث، والموعظة، وضرب المثل، وهكذا إستثمار الأحداث، وهنالك إتقانات مهمة جدا اليوم نتحاج إليها في عالم الدعوة والتربية، كي يخرج دعاة على مستوى نشر هذا الدين، وكي يخرج لنا مربون ينتجون لنا أجيالا عندنا اليوم نقص وتدهور في مستوى الدعوة والتربية، فلذلك مقاومة هذا الباطل العام والكاسح من يتصدى له؟ ولماذا ؟ حتى تطبيق معايير الجودة في الدعوة والتربية مهم أيضا وليس بالطريقة النظرية أو المادية التي عند الغرب، نأخذ منهم ما نستفيد لكن عندنا ما نزيد عليه، كما تقدم من الأسباب، وإن قضية الجودة ليست كما قلنا عندنا نحن المسلمين في المسألة الدنيوية المادية فقط.

 

فالخطيب هل يتقن إعداد الخطبة؟ لا أنه وهو ذاهب للمسجد ربما يقول لصاحبه ما هو رأيك نخطب عن ماذا؟ هل عن غزوة بدر ؟ فإنك يا أخي إذا لم تحترم عقول المصلين عندك وليس عندك حسن إعداد، لماذا تستولي على المنبر، أفسح المجال لغيرك، وقد نجد بعض الناس يحرصون على ان يكونوا في الصفوف الاولى لصلاة الجماعة، وذلك مستحب بلا ريب، وفيه اجر كبير لكنه اذا استلزم ايذاء الآخرين ومدافعتهم وجرح مشاعرهم، فانه يتحول الى سبب للاثم والوزر، وضمن هذا السياق ما تعارف عليه البعض من رفع صوت المكبرات والسّماعات وهى الميكرفونات اثناء تلاوة القرآن، أو قراءة الادعية، ومجالس العزاء، في اوقات راحة الناس المجاورين للمسجد أو الحسينية أو المنزل مع عدم الحاجة الى ذلك فالمستمعون عدد محدود داخل المكان.

 

وصوت المكبّرة يخترق المسافات، مما يزاحم راحة المجاورين، وقد يكون فيها مرضى أو اطفال أوما اشبه، أو أن صوت المكبّرة يزاحم مجلسا آخر ومسجدا آخر، فتتعارض الاصوات وتتداخل مما يعطي انطباعا سلبيا عن الحالة الدينية، واغلب المساجد في بلادنا يستخدمون مكبّرة الصوت اثناء صلاة الجماعة، وبشكل مزعج، رغم تحذير وزارة الاوقاف من ذلك، حتى اصبح البعض من الناس يهربون من مجاورة المساجد بسبب ذلك الازعاج، وان مثل هذه الممارسات خطأ، يكسب اصحابها الاثم، لانه لا يطاع الله من حيث يعصى، ولا يرضى الله تعالى بايذاء الآخرين وازعاجهم، ولقد حفظ الله سبحانه وتعالى للإنسان عامة حقه بين بني الإنسان فجاء في القرآن العظيم وفي أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم البيان الكامل لحق الإنسان فردا وجماعة حاكما

أو محكوما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *