الاحتلال يشن حملات اعتقالات ليلية واسعة في محافظات الضفة الغربية
عبده الشربيني حمام
عادت أجواء التوتر الأمني لتخيم على مدن وبلدات الضفة الغربية، مع تنفيذ القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات ليلية واسعة، وُصفت بأنها من بين الأوسع خلال الفترة الأخيرة، وسط انتشار مكثف ومداهمات متزامنة في أكثر من منطقة.
وبحسب تقارير إعلامية، أسفرت حملة اعتقالات واسعة شنتها قوات الاحتلال يومي الثلاثاء والاربعاء من الاسبوع الماضي عن أكثر من 100 حالة اعتقال في مدن أريحا ونابلس وبيت لحم وجنين، ما أدى إلى تصاعد حالة القلق والتوتر في أوساط المواطنين.
ومن بين المعتقلين عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين أُفرج عنهم مؤخرًا ضمن صفقات تبادل، بينهم الأسير المحرر محمد العارضة، الذي أُعيد اعتقاله عقب مداهمة منزله في بلدة عرابة جنوب غرب جنين. ووفق مصادر محلية، اقتحمت قوة عسكرية البلدة، وحاصرت المنزل، قبل تفتيشه واعتقال العارضة ونقله إلى جهة غير معلومة.
وكان العارضة قد أُفرج عنه في 25 كانون الثاني/يناير 2025، ضمن الدفعة الثانية من الأسرى المشمولين باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد سنوات طويلة من الاعتقال بدأت عام 2002.
ويُعرف العارضة بكونه أحد المشاركين في محاولة الفرار من سجن جلبوع في أيلول/سبتمبر 2021، والتي أُعيد على إثرها اعتقال الأسرى الستة المشاركين، وصدر بحقهم لاحقًا أحكام إضافية بالسجن.
ولا تقتصر إعادة الاعتقال على حالة واحدة، إذ تشير معطيات متقاطعة إلى إعادة اعتقال ما لا يقل عن 13 أسيرًا محررًا في الضفة الغربية منذ تنفيذ صفقات التبادل الأخيرة، معظمهم وُضعوا رهن الاعتقال الإداري، دون تقديم لوائح اتهام.
وكانت تقارير قد تحدثت، عقب الإفراج عن الأسرى، عن خضوع عدد منهم لمراقبة أمنية مكثفة، شملت متابعة تحركاتهم وأنشطتهم، وهو ما يُنظر إليه كجزء من سياسة تهدف إلى الحد من أي نشاطات تعتبرها إسرائيل معادية لها.
وتأتي هذه الاعتقالات في وقت كان فيه سكان الضفة الغربية يأملون بعودة تدريجية للحياة الطبيعية، غير أن وتيرة الاقتحامات والاعتقالات المتكررة تشير إلى استمرار التصعيد، لا سيما في مناطق تشهد توترًا مزمنًا مثل محافظة جنين ومحيطها.
ويرى متابعون أن إعادة اعتقال محررين من صفقات التبادل تعكس تشددًا أمنيًا متواصلًا، وتعيد طرح تساؤلات حول مستقبل هذه الإفراجات وجدواها، في ظل استمرار إجراءات تجعل من الحرية حالة مؤقتة قابلة للإلغاء في أي وقت.
