الرئيسيةاخبارالتركيز الشديد وتحديد أسباب المشكلة
اخبار

التركيز الشديد وتحديد أسباب المشكلة

التركيز الشديد وتحديد أسباب المشكلة

التركيز الشديد وتحديد أسباب المشكلة 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى والصلاة على النبي المصطفى ومن بآثاره اقتفى، وبعهد الله وفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن التفكير العلمي والإبداعي، وعن طرق حل المشاكل بطريقه علمية مبسطه، ومنها التركيز الشديد وتحديد أسباب المشكلة، وبعد تحديد المشكلة بدقة وصياغتها بعناية، يجب تحديد الأسباب التي أوجدتها ويفضل تصنيف تلك الأسباب وتقسيمها وفق اعتبارات معينة مع ترتيبها وفق اهميتها، فمن هذه التصنيفات هو أسباب رئيسة وأخرى فرعية، وأسباب داخلية وأخرى خارجية، وأسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة، وأسباب مادية وأخرى معنوية، ومن الأخطاء الشائعة عند التفكير في الأسباب الإعتقاد بأن هناك سببا واحدا لكل مشكلة، في الوقت الذي يكون فيه هناك أكثر من سبب، فتجد بعض الناس عندما يسألك عن. 

 

مشكلة إنحراف الأحداث مثلا فإنه يقول لك ما السبب في إنحراف الأحداث؟ وهو ينتظر منك أن توقفه على سبب واحد، ولذا تجده يتبرم إذا فصّلت في الأسباب، وربما ينفجر إذا أوصلتها إلى أربعة أو خمسة، أو قمت بتصنيفها وإن أولئك يوقفون مشاكل بحجم الفيل على رأس دبوس، وإن تلك الظاهرة التي يمكن تسميتها بظاهرة دبوس الفيل تنتشر عادة في البيئات الثقافية الضحلة، ذلك أن الضحالة تحجب عن أصحابها بعض جوانب الموضوع وربما أهم زوايا التفكير، وبهذه الظاهرة أضحت القضايا الكبيرة عند أولئك مجرد بالونات منتفخة تفتقر فقط إلى ذلك الدبوس، وكذلك تحديد الهدف من حل المشكلة، ولكن لماذا تفكر في تلك المشكلة دون غيرها؟ وقد تقودك الإجابة أحيانا إلى الإمتناع عن البدء أو الإستمرار في التفكير في المشكلة عندما تشعر أن الأهداف. 

 

التي يمكن تحقيقها بعد حل المشكلة لا تستحق ما سيبذل في سبيلها من جهد وعطاء، وتفيد هذه الخطوة إذا عزمت على البدء أو الإستمرار في التفكير في مشكلة معينة، وفي إضاءة الطريق الذي يجب أن تسلكه لحل المشكلة، واعلموا يرحمكم الله أنه رغب الإسلام في الرفق وندبنا إليه وحثنا عليه وبين لنا أن عطاءه ونتاجه يفرض علي الإنسان إذا كان بالفعل محبا للخير مقبلا عليه وأن يتوخاه ويعكف علي تحريه في جميع أموره وكافة شئونه، فالرفق زينة الأعمال وبهاؤها، كما هو سر من أسرار جودتها، والرفق خصيصة من خصائص التشريع الإسلامي، ولقد ضرب لنا النبي صلي الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الرفق، ولله در من قال فيه ” فإذا رحمت فأنت أم أو أب، هذان في الدنيا هما الرحماء ” والرفق أساس الدعوة إلي الله وميزانها الحساس بل وسبب نجاحها. 

 

والرفق في الإسلام له أنواعه سبله وطرقه المتعددة، فهناك الرفق مع النفس، والرفق مع الوالدين والرفق مع الزوجة والرفق مع الأولاد والرفق مع الأقارب والرفق مع الخدم والرفق مع جميع الناس والرفق مع الحيوان، والرفق في النفس يكون بمجاهدتها والسعي إلى إقامتها على الطريق الصحيح ويكون بعدم تكليفها ملا تطيق لأن في ذلك إهانة وإذلالا لها، وقال الإمام ابن الجوزي اعلم انه إنما كان جهاد النفس أكبر من جهاد الأعداء لأن النفس محبوبة وما تدعو إليه محبوب لأنها لا تدعو إلا إلى ما تشتهي وموافقة المحبوب في المكروه محبوبة فكيف إذا دعا إلى محبوب فإذ عكست الحال وخولف المحبوب فيما يدعو إليه من المحبوب اشتد الجهاد وصعب الأمر بخلاف جهاد الكفار فإن الطباع تحمل على خصومة الأعداء وقال ابن المبارك في قوله تعالي. 

 

” وجاهدوا في الله حق جهاده ” قال هو جهاد النفس والهوى، ومن لطائف ما حكاه الأصمعي قال مررت برجل يكسح كنيفا، أي ينظف حماما وهو يقول وإياك والسكنى بدار مذلة تعد مسيئا بعدما كنت محسنا، ونفسك أكرمها فإن ضاق مسكن عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا، فقلت له والله ما بقي من الهوان شيء إلا وقد أهنت به نفسك، فكيف تأمر بإكرام النفس ولا تكرمها؟ فقال بلى والله من الهوان ما هو أعظم مما أنا فيه، فقلت له وما هو؟ قال الوقوف على سفلة مثلك، قال الأصمعي فانصرفت عنه وأنا أخزى الناس، فارفق أيها العاقل بنفسك فصلاحك بصلاحها وسعادتك في إصلاحها.

التركيز الشديد وتحديد أسباب المشكلة

التركيز الشديد وتحديد أسباب المشكلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *