ادب وثقافة

الحلم ما زال بعيدًا والعمر يمضي

موطني

يمضي والحلم ما زال بعيدًا

بقلم: على فتحى

في مدينة مزدحمة حيث الأبنية العالية تلامس السماء والجدران المغطاة بالإعلانات تروي قصص النجاح والطموحات كان هناك شخص يعيش حياته وهو يتأمل في مكانه الذي لا يبدو أنه يبتعد عنه هو نفسه الذي وجد نفسه في مصر يحاول أن يسعى وراء حلمه في بيئة مليئة بالتحديات والفرص التي تأتي وتذهب ظل يقاوم يستمر في محاولاته ويكتفي بما يحققه مع شعور دائم بأن الزمن يركض سريعًا ويده عاجزة عن الإمساك به.
لكن هناك في مكان بعيد على بُعد آلاف الأميال في أحد دول العالم الأول كان هناك شخص آخر يحمل نفس اسم هذا المواطن نفس الأفكار نفس الحلم لكن الظروف التي تحيط به مختلفة تمامًا حياته لا تتخللها العثرات التي تملأ الطريق في مصر ولا يواجه تحديات يومية تشغله عن التفكير في حلمه بل هو محاط بفرص كبيرة موارد متاحة بسهولة بيئة تشجع على الإبداع وطريق واضح نحو النجاح هنا يسير ببطء لكن كل خطوة له مدروسة ومحسوبة وفي كل لحظة يشعر أن حلمه قريب وأن الطريق أمامه مفتوح.
ماذا لو اجتمع الشخصان إذا التقى هذا الشخص الذي يواجه مصاعب الحياة في مصر بنسخته التي تحيا في بيئة تقدم له كل الفرص هل سيظل الحلم هو نفسه وهل ستتغير الحقيقة التي يؤمن بها كليهما ،في لحظة من الزمن وبينما يجلسان معًا في مكان هادئ يتناقشان عن الحياة والطموح يتساءلان عن خياراتهما المختلفة الشخص الذي في مصر يرى أن كل خطوة صغيرة هي نصر وكل تحدٍ هو معركة يجب أن يخوضها بينما النسخة الأخرى التي تعيش في دول العالم الأول ترى أن النجاح مسألة وقت وأن الطريق معبّد وأن العمل هو وسيلة لتحقيق أحلامه لكن في النهاية لا يزال كلاهما يحمل نفس الحلم.
حينما تتلاقى تلك الشخصيتان يتضح شيء مهم مهما كانت الفروق بين بيئتيهما فإن الحلم هو نفسه الأول يعبر عن حلمه بصبر طويل وتحدي مستمر بينما الآخر يراه في مدى أقرب وأقل تكلفة لكن لا شيء يغير حقيقة أن كلاهما يسعى وراء نفس الهدف سواء في مكان مليء بالصعاب أو في عالم مليء بالفرص
وفي تلك اللحظة من الحوار بين الشخصيتين يعيدان اكتشاف أن الحلم بغض النظر عن المسافة أو التحديات يحتاج إلى نفس القدر من الإصرار والعزيمة ربما في بيئة مختلفة وفي ظروف أفضل كان النجاح أسهل لكن الحلم يبقى واحدًا هل ستظل تلك النسخة من الشخص الحالم في دول العالم الأول على نفس الطريق وهل ستظل النسخة الأخرى في مصر تأمل في الوصول إلى ما يسعى إليه في النهاية الحلم ليس مشروطًا بمكان ولا زمان بل هو في القلب وفي القدرة على الاستمرار مهما كان الطريق بعيدًا
هذا اللقاء لم يكن فقط بين شخصين مختلفين بل كان إعادة للتأكيد على أن الحقيقة واحدة حتى وإن كانت الظروف تختلف إن كانت البيئة توفر الفرص أو تعيق الطريق يبقى الحلم هو نفسه والرغبة في تحقيقه لا تتغير ومع مرور الوقت قد تصبح المسافة بين الحلم والواقع أقرب مما يبدو ولكن العبرة تكمن في السعي المستمر في أن لا يتوقف الشخص عن المضي قدمًا مهما كانت التحديات.
وفي النهاية قد لا تكون الحقيقة في مكان أو بيئة واحدة بل في الإيمان المطلق أن الطريق مهما كان طويلاً سينتهي في يوم من الأيام بنجاح طال انتظاره.

الحلم ما زال بعيدًا والعمر يمضي

الحلم ما زال بعيدًا والعمر يمضي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار