أخبار ومقالات دينية
الدكروري يكتب عن فاطمة تؤازر والدها الرسول
الدكروري يكتب عن فاطمة تؤازر والدها الرسول
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد شهدت السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد رضي الله عنها منذ طفولتها أحداثا جساما كثيرة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاني من اضطهاد قريش وكانت فاطمة تعينه على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عمه أبي لهب وامرأته أم جميل من إلقاء القاذورات أمام بيته فكانت السيدة فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير، وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبي طالب، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا واشتروه، حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيئا إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سرا.
وقد أثر الحصار والجوع على صحة السيدة فاطمة، ولكنه زادها إيمانا ونضجا وما كادت فاطمة الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها السيدة خديجة فامتلأت نفسها حزنا وألما، ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمة نحو أبيها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يمرّ بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمّه أبي طالب، فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث بصبر، ووقفت إلى جانب أبيها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك كانت تكنى بأم أبيها، وأما عن جهاز السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها فتقول السيدة أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم وليت جهازها، فكان فيما جهزتها به مرفقة من أدم أي من جلد حشوها ليف.
وبطحاء مفروشة في بيتها، فهذا هو الفراش الوثير الذي كان في بيت فاطمة رضي الله عنها، وقد وردت روايات كثيرة في هذا المعنى، وقد جاءوا بهذا التراب والحصى ليفرش في هذا البيت كأنما هو توطئة، والنبي صلى الله عليه وسلم بعث مع فاطمة بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرتين، فكم هي هذه الثروة عظيمة؟ وكم هي موجودة في هذا البيت الذي كأنما هو قصر عامر؟ وهو كذلك عامر بالإيمان والتقوى، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف، بل قد ورد في صداقها أنه كان لهم جلد لخروف، إذا ناموا جعلوه على جهة الصوف، وإذا احتاجوه لفوه من جهة الجلد، وهذا يدلنا على البساطة، وأما عن مسكن السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها، فعن أبي جعفر قال.
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل منزلا، فطلب علي منزلا حتى يسكن فاطمة فيه، فأصابه مستأخرا عن النبي صلى الله عليه وسلم بعيدا عنه، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحب بعد فاطمة عنه أبدا، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاطمة فقال “إني أريد أن أحولك إلي تكونين قريبة مني فقالت كلم حارثة بن النعمان أن يتحول، وكان بيته قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم، فأرادت أن يتحول لتأتي مكانه، فقال صلى الله عليه وسلم “قد كلمت حارثة وقد تحول عنا حتى استحييت منه” يعني أكثر من واحد يريد الجوار وهذا ينتقل، فسمع حارثة رضي الله عنه فقال يا رسول الله إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك، وهذه منازلي وهي ألصق بيوت بني النجار بك.
أي أقربها وإنما أنا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول الله للمال الذي تأخذ أحب إلي من الذي تدع، هكذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فتحولت إلى جوار أبيها صلى الله عليه وسلم.
الدكروري يكتب عن فاطمة تؤازر والدها الرسول