الدكروري يكتب عن إسم جامع لأنواع الخير
الدكروري يكتب عن إسم جامع لأنواع الخير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله إقرارا بوحدانيته، والشكر له على سوابغ نعمته، اختص بها أهل الصدق والإيمان بصدق معاملته، ومن على العاصي بقبول توبته، ومد للمسلم عملا صالحا بوصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على جميع بريته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن الإسلام عدّ الإيمان برّا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” البر حسن الخلق ” رواه مسلم، والبر صفة للعمل الأخلاقي أو هو اسم جامع لأنواع الخير، وكما نجد الصلة بين الأخلاق والإيمان، نجدها كذلك بين الأخلاق والعبادة إذ إن العبادة روح أخلاقية في جوهرها لأنها أداء للواجبات الإلهية، ونجدها في المعاملات وهي الشق الثاني من الشريعة الإسلامية بصورة أكثر وضوحا.
وإن العلماء الورعون يكرهون أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام إلا ما كان في كتاب الله عز وجل بيّن بلا تفسير، إنما حرم عليكم الميتة أي أَكل لحم ميت، فإن كان الشيء بيّنا كالشمس قل هذا حرام وهذا حلال، وإن كان الشيء مختلفا عليه لا تقل هذا حرام وليس معك دليل، هؤلاء العلماء يخشون أن يفتوا، أن يقولوا هذا حرام وهذا حلال، طبعا إذا كان هناك دليل يقيني أن هذا حلال وهذا حرام فلابأس، إذا قال لك اسرق، تقول له هذا حرام القصد هنا الشبهات، وقال هؤلاء العلماء الورعون يكرهون أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام إلا ما كان فى كتاب الله عز وجل بينا بلا تفصيل، ويقول الله تعالى فى سورة البقرة ” إنما حرم عليكم الميتة” وهذا يدل على أن أكل لحم الميتة حرام، فالشيء إذا كان بيّنا كالشمس قل هذا حلال وهذا حرام، وإذا كان مختلفا عليه لا تقل هذا حرام وليس معك دليل.
وإن ترفع العلماء عن قول هذا حلال وهذا حرام من دون دليل قطعى، فقال أحدهم حدثنا ابن السائب عن ربيع بن خيثم وكان من أفضل التابعين أنه قال إياكم أن يقول الرجل إن الله أحلّ هذا أو رضيه، فيقول الله له” لم أحل هذا ولم أرضه، و يقول إن الله حرم هذا، فيقول الله ” كذبت لم أحرمه” وقال بعض العلماء عن إبراهيم النخعى أنه حدث عن أصحابه أنهم كانوا إذا أفتوا بشيء أو نهوا عنه قالوا هذا مكروه وهذا لا بأس به، فأما نقول هذا حلال وهذا حرام فما أعظم هذا، فإن كلمة حلال شيء مشتبه فيه، وكلمة حرام شيء مشتبه به، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن قال سبحان الله وبحمده في يومٍ مائة مرة، حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” رواه البخاري ومسلم، وعن مصعب بن سعد قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟” فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال “يسبح مائة تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة، أو يُحط عنه ألف خطيئة” رواه مسلم، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أيكذب المؤمن ؟ قال “لا” ثم تلا قوله تعالى من سورة النحل ” إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون” فالأخلاق دليل الإسلام وترجمته العملية، وكلما كان الإيمان قويا أثمر خلقا قويا، ومن أفضل الأعمال عند الله هو الصدق وهو خير ما اعتاد عليه الإنسان وقد قال بعض السلف، خير ما أعطي العبد لسانا صادقا.
وكذلك الأمانة فهي خلق ثابت في النفس يجعل الإنسان يكتفي بما عنده فمن هيأت له نفسه فرصة لاختلاس أموال غيره دون أن يشعر به أحد من الناس ودون أن يعرض نفسه لاكتشاف لصوصيته فلم يفعل ذلك فهذا أثر من آثار الأمانة، وقد تناولت الكثير من الآيات موضوع فضل الأمانة، كما دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم للالتزام بهذا الخلق طاعة لله تعالى ولرسوله، في كثير من المواضع ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم “لا إيمان لمن لا أمانة له” .