الدكروري يكتب عن الإعتصام بالله وكلمة التوحيد
الدكروري يكتب عن الإعتصام بالله وكلمة التوحيد
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
إن الاعتصامُ بالله ورسوله نجاة للأمة من طوق الغفلة، وهداية لها إلى الطريق الصحيح، فلا التواء ولا اعوجاج، ولا زيغ ولا انحراف، ولا بدع ولا أهواء، فإن في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حث على التمسك بالكتاب والسنة، حيث قال ” وقد تركت فيكم ما إنِ اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا، كتابَ الله، وسُنة نبيه” رواه مالك، وكما أن الدعوة إلى هذا المنهج الرباني سبيل لنجاة الأمة، ويقظتها من غفلتها، وسعادتها في الدنيا والآخرة، وتنبيه للغافلين بأحكام الله وشريعته، ودين الرسول وسُنته، وتحقيق عقيدة لله ولرسوله وللمؤمنين والبراء من الكافرين، وعدم موالاتهم، والتقرب إليهم.
والسّير في ركابهم، والتقليد الأعمى لِما يحملون من عقائد ومناهج وأخلاق، تصادم الدين والقيم، كل ذلك نجاة من طوق الغفلة، والاستعداد للدار الآخرة، بالعمل الصالح، وترك الانغماس في حب الدنيا وملذاتها وهذا هو طوق النجاة من الغفلة، وما توانى العاملون، ولا تأخر الكسالى إلا بسبب الغفلة عن الآخرة، والانشغال عن العمل للآخرة، أما أهل الصلاح فهم خلاف ذلك، فإن الدنيا سرعان ما تبلى، وعمّا قريب ستفنى، وليس لها عند الله شأن ولا اعتبار، وإنما هي قنطرة إلى الجنة أو النار، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء” رواه مسلم.
والاستعاذة بالله تعالى، والاستعانة به وحده، على مكايد الشيطان وحبائله، وشروره ومصايده وهذا هو طوق للنجاة من الغفلة، وكذلك الضرب على أيدي الظالمين، والوقوف أمامَهم، ونهيهم عن الفساد والطغيان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل” واتباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقيك البدع المضلة وتحصل به على محبة الله لك ومغفرته لذنوبك، فقد قال الله تعالى فى سورة آل عمران ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم” وقال تعالى فى سورة النساء ” من يطع الرسول فقد أطاع الله”
فاتباعه صلى الله عليه وسلم هو من معنى الشهادة له بالرسالة، وأما الركن الثاني من أركان الإسلام وهو إقامة الصلاة فصلاة صلة بين العبد وبين ربه يتقرب بها إليه، ويرفع فيها إليه حوائجه ويتطهر بها من ذنوبه وسيئاته، وهي تشتمل على أنواع من العبادات القولية والفعلية، من عبادات القلب والجوارح، حيث لا تجتمع في غيرها وهي عن على الشدائد وصعوبات الحياة، فقال تعالى فى سورة البقرة “واستعينوا بالصبر والصلاة” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، لأنه يجد فيها من طمأنينة قلبه ونعيم روحه ما ينسيه هموم الدنيا ويعينه على مواجهة مشاق الحياة ويفتح له أبوابا من الفرج.
والصلاة أيضا تعدل سلوك الإنسان، وتوجهه نحو الخير، وتجنبه ما يستقبح من الأقوال والأفعال، فقال تعالى فى سورة العنكبوت “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” وأعلى من ذلك أنها تشتمل على ذكر الله فيقول تعالى “ولذكر الله أكبر” والصلاة أيضا تهذب النفس وتكسب الإنسان الصبر على الضراء والشكر عند الرخاء، قال تعالى فى سورة المعارج “إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين”