الدكروري يكتب عن الحصين في موقعة صفين
الدكروري يكتب عن الحصين في موقعة صفين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد قاتل الصحابي الحصين بن نمير الأنصاري في موقعة صفين، وموقعة صفين هي المعركة التي وقعت بين جيش الإمام علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة سبعة وثلاثين من الهجرة، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا، وكانت على الحدود السورية العراقية، والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة سبع وثلاثين للهجرة، وكانت أسبابها هو عندما استلم الخليفة الرابع الراشد علي بن أبي طالب، بعد مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، الحكم، فقد امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفة للمسلمين حتى يقتص من قتلة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، فأرسل علي بن أبي طالب، جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية بن أبي سفيان يدعوه للمبايعة.
وعندما قدم جرير إلى الشام، استشار معاوية عمرو بن العاص السهمي، فأشار إليه بجمع أهل الشام والخروج نحو العراق للمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان بن عفان، وكان قائد قسم من جيش مسلم بن عقبة الذي استباح المدينة المنورة ثم قاد بقية الجيش عقب وفاة ابن عقبة المري وفق رغبة يزيد بن معاوية، وحاصر عبد الله بن الزبير وضرب الكعبة بالمنجنيق، وأما عن مسلم بن عقبة بن رباح المري الغطفاني، فكان قائد الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية في موقعة الحرة، ولاتوجد تفاصيل كثيرة عن نشأته وحياته وقد توفي وهو في طريقة إلى مكة المكرمة لقمع ثورة عبد الله بن الزبير، وهو قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي، وقد أدرك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وشهد صفين مع معاوية وكان فيها على الرجالة، وقلعت بها عينه، وولاه يزيد بن معاوية قيادة الجيش الذي أرسله للانتقام من أهل المدينة بعد أن أخرجوا عامله منها، وقد بلغ يزيد أن أهل المدينة خلعوه ولحقوا بعبد الله بن الزبير، فجهز جيشا قوامه ستة آلاف مقاتل على رأسهم مسلم بن عقبة، وأمر يزيد مسلم أن يتكلم مع أهل المدينة فإن هم رفضوا استباح بلادهم لثلاثة أيام وقد أسرف مسلم في أهل المدينة قتلا فسماه أهل الحجاز مسرفا، ولزمه هذا الاسم حتى ليقال فيه مسرف بن عقبة، ثم رُفع القتل وأخذ ممن بقي فيها البيعة ليزيد، وتوفي بعد ثلاث أيام من غزوه للمدينة في طريقه إلى مكة، وقد ورد عنه أنه قال “اللهم، إنه لم يكن قوم أحب إليّ أن أقاتلهم من قوم خلعوا أمير المؤمنين، ونصبوا له الحرب، اللهم فكما أقررت عيني من أهل المدينة فأبقني حتى تقر عيني من ابن الزبير” وقد تولى إمارة الجيش بعد وفاته الحصين بن النمير السكوني الكندي.