منوعات

الدكروري يكتب عن الكبر لله وحده

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن المتكبر مصروف عن الحق والهدى، لأنه أقل وأَحقر من أن يُعطاه، وقد ذم الله الكبر في مواضع من كتابه، وذم كل جبار متكبر، وقال تعالى في كتابة الكريم ” كذلك يطبع الله علي كل قلب متكبر جبار” فالمتكبر مطبوع على قلبه، مختوم على فؤاده، والمسكين لا يشعر بذلك أبدا، ولقد كان سلفنا الصالح يحاسبون أنفسهم في السكنات والحركات فعاشوا مع الله، وعاشوا بمبدء “إن لم تكن تراه فإنه يراك” وعملوا لذلك اليوم وهو يوم القيامة لإن في ذلك اليوم من الشدائد والأهوال والأحوال ما تشيب منه الولدان، فقال تعالى ” يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم” فالله جل وعلا يصور تلك الشدائد في مشهد من مشاهد يوم القيامة، فيقول الله تعالى.

” وتري المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد، سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار” ويكون الناس حفاة عراة غرلا في بحور من العرق وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها “قلت يا رسول الله النساء والرجال ينظر بعضهم إلى بعض، فقال صلى الله عليه وسلم ” يا عائشة، يا ابنة الصديق، الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض” متفق عليه، وعند ذلك يندم النادمون، ويتحسر المتحسرون، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها” إنه يوم الطامة ويوم الصآخة، ويوم القارعة، وإنه يوم الفرار، فقال الله تعالى.

“يوم يفر المرء من أخية وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه” والناس على هذه الحال في الموقف الشديد، والكرب العظيم، ويطول الانتظار والكل ينتظر الحساب والوقوف بين يدي الملك الديان، سُكون يخيم علي كل شيء صمت رهيب وهدوء عجيب ليس هناك سوى موتى وقبور انتهى الزمان وفات الأوان وتبعثر القبور وتنشق الارض ويخرج منها البشر حفاة عراة عليهم غبار قبورهم كلهم يسرعون يلبون النداء فاليوم هو يوم القيامة، لا كلام ينظر الناس حولهم في ذهول الجبال دكت والانهار جفت، والبحار اشتعلت، والارض غير الارض، والسماء غير السماء، لا مفر من تلبية النداء، وقعت الواقعة الكل يصمت الكل مشغول بنفسه لا يفكر الا في مصيبته.

وإن الكبر هو مرض خطير، وداء عليل، لا يخلو منه كثير من البشر بنسب متفاوتة، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وموجب لغضب الرحمن، وسبب عظيم من أسباب الحرمان، حقا إنه الكبر، فلا يليق بالمخلوق الضعيف أن يتكبر على الناس, ولا أن يدخله العُجب والغرور، فالكبر والعجب داءان مهلكان, لا يتحلى بهما إلا أراذل الناس، والكبر حمق ورداءة عقل، قيل لبعضهم ما الكبر ؟ قال حمق لم يدرى صاحبه أين يضعه، ولا يتكبر أحد إلا لشعوره بالنقص في داخله فالمتكبر ناقص مهزوز الثقة بنفسه يرى أن فيه عيبا ونقصا، لا يزيله إلا بإظهاره للناس عكس ذلك فيتصنع الكبر والغرور فيرى أنه بهذا قد كمُل، وهو عند الناس في غاية الحقارة والمقت.

وقد ذم الله تعالي الكبر في مواضع من كتابه، وذم كل جبار متكبر، فقال تعالى ” سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق” فالمتكبر مصروف عن الحق والهدى، لأنه أقل وأحقر من أن يعطاه، وقال تعالى ” كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار” فالمتكبر مطبوع على قلبه، مختوم على فؤاده، والمسكين لا يشعر بذلك أبدا، والمتكبرون هم أهل النار وحطامها، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى فى الحديث القدسي ” تحاجت الجنة والنار، فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة ما لى لا يدخلني إلا ضغفاء الناس وسقطهم، فقال الله تبارك وتعالي للجنة ” أنتى رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار، إنما أنتى عذابي، أعذب بكى من أشاء من عبادي ولكل واحده منكما ملؤها” رواه البخاري ومسلم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار