الدكروري يكتب عن حكم صلاة الوتر في الشريعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
قد أختلف الفقهاء في حكم صلاة الوتر على قولين، فالقول الأول وهو قد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وليست واجبة واحتجوا لذلك بما يأتي حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في الأعرابي الذي سأل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، عما فرض عليه في اليوم والليلة ” فقال صلى الله عليه وسلم خمس صلوات، فقال هل عليَّ غيرها؟ قال لا، إلا أن تطوع شيئا ” وما رواه النسائي وغيره عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عهد عند الله، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة ”
وأيضا ما جاء عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه أنه قال ” الوتر ليس بحتم كهيئة المكتوبة ولكنه سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه هى أدلة عدم وجوب الوتر، وأما عن أدلة تأكيد سنيتها فمنها حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر ثم قال” يا أهل القرآن أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر” وأيضا حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، عندما خطب الناس يوم الجمعة فقال، أن أبا بصرة حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله زادكم صلاة وهى الوتر فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر ” وهذه الأدلة وغيرها تدل على أن الوتر سنة مؤكدة.
وأما عن القول الثاني فهو أنه قد ذهب أبو حنيفة إلى أن الوتر واجب، واستدل على ذلك بأدلة منها بقوله صلى الله عليه وسلم “الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا ” وأيضا من حديث عمرو المتقدم ذكره وقوله فيه “فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر ” وقالوا الأمر هنا للوجوب، وأنها صلاة مؤقتة، وقد جاء في السنة ما يدل على أنها تقضى، وكما أن من أنواع الصلوات هي صلاة تحية المسجد وتحية المسجد أو صلاة تحية المسجد من أنواع صلاة النفل المستحب، وهي صلاة ركعتين على الأقل، وذلك عند دخول المسجد، ولو في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، ولكن يجب علينا أولا أن نعلم أنه من آداب الإسلام هو أداء التحية عند دخول أي مكان، فإذا دخل مسلم بيتا من البيوت فعليه أن يؤدي التحية على أهل ذلك البيت.
ولذلك عندما يدخل المسلم المساجد وهي بيوت الله تعالى في الأرض، فعليه أيضا أن يؤدي تحية المسجد، التي هي تحية لله سبحانه وتعالى، ولكن هذه التحية تختلف عن تحية المسلم لأخيه المسلم، فما هي تحية المسجد، وكيف يؤديها العبد لمولاه وخالقه إذا دخل بيته، وهل تؤدى في الأوقات كلها أم لها أوقات محددة؟ فصلاة تحية المسجد هي من النوافل ذوات الأسباب، بمعنى أن لها سبب شرعي، وهو دخول المسجد، وتفوت بالجلوس، ويكره تركها، ومن دخل حال صلاة الجماعة، صلى معهم، ولا يقضيها، وأما عن المسجد الحرام، فتحيته بالطواف وليست صلاة.