الدكروري يكتب عن حياة سالم بن عبد الله
الدكروري يكتب عن حياة سالم بن عبد الله
بقلم / محمــــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في الروايات الإسلامية أن التابعي سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين، كان أحد فقهاء المدينة السبعة الذين إذا جاء قاضي المدينة مسألة، وكان لا يقضي القاضي فيها حتى يرفعها إليهم، فينظرون فيها فيصدرون فيها فتواهم، وقد عاش سالم بن عبد الله حياة من الزهد، حيث قال مالك بن أنس لم يكن أحد في زمان سالم أشبه بمن مضى من الصالحين، في الزهد والفضل والعيش منه، ولفضله وعبادته تغيرت نظرة أهل المدينة لأبناء الجواري، حيث قال عبد الرحمن بن أبي الزناد كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد حتى نشأ فيهم الغر السادة علي بن الحسين والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله، ففاقوا أهل المدينة علما وتقى وعبادة وورعا.
فرغب الناس حينئذ في السراري، وكان سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أحد فقهاء المدينة المنورة الكبار، وكان به شبه من جده أمير المؤمنين، وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال سعيد بن المسيب رضي الله عنه كان عبد الله أشبه ولد عمر به وكان سالم أشبه ولد عبد الله به، وقال عنه العلامة ابن حبان في الثقات، كان يشبه أباه في السمت والهدي، وقد ولد رضي الله عنه في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه، وأمه أم ولد، وهي الأمة التي أنجبت ولدا من سيدها، وقد سمّاه أبوه سالـما على اسم الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه لعلمه وفضله، فعن ابن المسيب رضي الله عنه أنه قال، قال لي ابن عمر أتدري لم سمّيت ابني سالـما؟ قلت لا، قال باسم سالم مولى أبي حذيفة.
ويعني أنه أحد السابقين، وكان أبوه يحبه حبّا شديدا، وكان سالم رضي الله عنه ذا شأن عظيم ومكانة كبيرة عند أهل زمانه، وقال مالك لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه من مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه، ودخل سالم رضي الله عنه على سليمان بن عبد الملك الخليفة، وعلى سالم ثياب غليظة رثة، فلم يزل سليمان يرحب به، ويرفعه حتى أقعده معه على سريره، وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في المجلس، فقال له رجل من أخريات الناس ما استطاع خالك أن يلبس ثيابا فاخرة أحسن من هذه، يدخل فيها على أمير المؤمنين؟ وكان على المتكلم ثياب سريّة، لها قيمة، فقال له عمر بن عبد العزيز ما رأيت هذه الثياب التي على خالي وضعته في مكانك.
ولا رأيت ثيابك هذه رفعتك إلى مكان خالي ذاك، بل إنه لفضله وعلمه مثل عدد آخر من التابعين، وقد ساهم في تغيير شعور اجتماعي عند أهل المدينة كان يجعلهم يأنفون من الإنجاب من الإماء، ولكن حين رأوا عددا من أكابر علمائهم وفقهائهم ولدوا لأمهات الأولاد زالت هذه النفرة.