الدكروري يكتب عن شرف يحمله المسلم على عاتقه
الدكروري يكتب عن شرف يحمله المسلم على عاتقه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد جاءت الرسالة الإسلامية، رسالة سلام للبشرية كلها، وإن الوفاء بالعهد شرف يحمله المسلم على عاتقه وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى، بها تدعم الثقة بين الأفراد وتؤكد أواصر التعاون في المجتمع وهو أصل الصدق وعنوان الاستقامة وإن الوفاء بالعهد خصلة من خصال الأوفياء الصالحين، ومنقبة من مناقب الدعاة المخلصين وهو أدب رباني حميد وخلق نبوي كريم وسلوك إسلامي نبيل، والوفاء بالعهد من شعب الإيمان وخصاله الحميدة ومن أهم واجبات الدين وخصال المتقين وخلال الراغبين في فضل رب العالمين فمن أبرم عقدا وجب أن يحترمه، ومن أعطى عهدا وجب أن يلتزمه لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه، وسعادته في أخراه، فإن الوفاء من صفات الله جل وعلا فهو أحق أن يُتصف به.
فقال الله تعالى فى سورة النور” وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، والوفاء من سمات أهل الإصلاح والإيمان، فقال تعالى فى سورة البقرة ” والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ” والوفاء سبيل للوصول إلى أعلى الدرجات والقرب من رب البريات فقال تعالى فى سورة الفتح ” ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ” وإن الوفاء من صفات أولي الألباب أهل العقول النيرة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى فى سورة الرعد” إنما يتذكر أولوا الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ” وإن الوفاء من صفات الأنبياء والمرسلين.
فقال تعالى فى سورة النجم ” وإبراهيم الذي وفى ” وقال تعالى فى سورة مريم “واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ” وإن العهود التي يرتبط المسلم بها درجات، فأعلاها مكانة، وأقدسها ذمة، هو العهد الذي بين العبد والرب، فإن الله خلق الإنسان بقدرته، ورباه بنعمته، وطلب منه أن يعرف هذه الحقيقة وأن يعترف بها فقال تعالى “ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم” وإن الوفاء هو إيمان الفطرة فقال تعالى فى سورة الأعراف ” وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ” وإن الوفاء هو نشر العلم وتبليغه وبيانه وتبيينه فقال تعالى فى سورة آل عمران” وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ”
وإن الوفاء هو التزام المسلم بدين الله واتباعه شرعه وسلوكه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو من الوفاء، ويقول بن عباس رضي الله عنهما ” كل ما أحل الله وما حرم وما فرض في القرآن فهو عهد “وقال الله تعالى فى سورة التوبة ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه من الله ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ” ولقد تكفل الله تعالى لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه ، مع ما نال من أجر وغنيمة ” رواه مسلم.