الدكروري يكتب عن نبي الله موسي يتلقي من ربة
الدكروري يكتب عن نبي الله موسي يتلقي من ربة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بعد أن تلقى نبى الله موسى عليه السلام القول من الله عز وجل فقد أبلغه للنقباء، والنقباء قالوه للأسباط، ويقول الحق سبحانه وتعالى” وإذ قيل لهم ” ثم يقول تعالي ” وإذ قلنا ” وهذا القول الأول وضعنا أمام لقطة توضح أن المصدر الأصيل في القول هو الله عز وجل، ولأنهم أسباط ولكل سبط مشرب لذلك يوضح الحق هنا أنه أوحى لنبي الله موسى عليه السلام وساعة ما تسمع ” وإذ ” فاعلم أن المراد اذكر حين قيل لهم اسكنوا هذه القرية، لقد قيل إن هذه القرية هي بيت المقدس أو أريحا، لكنهم قالوا لن ندخلها أبدا لأن فيها قوما جبارين وأضافوا له قائلين كما جاء فى سورة المائدة ” فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ” والحق لا يبين لنا القرية في هذه الآية لأن هذا أمر غير مهم، بل جاء بالمسألة المهمة.
التي لها وزنها وخطرها وهي تنفيذ الأمر على أي مكان يكون فقال تعالى ” اسكنوا هذه القرية وكلوا منها ” وهنا يوضح الحق سبحانه وتعالى أنا تكفلت بكم فيها كما تكفلت بكم في التيه من تظليل غمام، فقال تعالى ” اسكنوا هذه القرية وكلوا منها ” وهنا يوضح الحق سبحانه وتعالى أنا تكفلت بكم فيها كما تكفلت بكم في التيه من تظليل غمام، وتفجير ماء من صخر، ومَنّ وسلوى، وحين أقول لكم ادخلوا القرية واسكنوها فلن أتخلى عنكم فقال تعالى ” وكلوا منها حيث شئتم ” وقديما كان لكل قرية باب لذلك يتابع سبحانه وتعالى بقوله ” وقولو حطة وادخلوا الباب سجدا ” والحطة تعني الدعاء بأن يقولوا يا رب حط عنا ذنوبنا فنحن قد استجبنا لأمرك وجئنا إلى القرية التي أمرتنا أن نسكنها، وكان عليهم أن يدخلوها ساجدين.
لأن الله قد أنجاهم من التيه بعد أن أنعم عليهم ورفههم فيه، وإذا ما فعلوا ذلك سيكون لهم الثواب وهو كما قال تعالى ” نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين ” وسبحانه يغفر مرة ثم يكتب حسنة، أي سلب مضرة، وجلب منفعة، وأما عن الهيكل فكانت تسمية قديمة للمكان المختار للعبادة قبل الإسلام، والهيكل الذي كان موجودا في الأرض المقدسة يمثل مراحل المسجد الأقصى فيما قبل الرسالة المحمدية، وقد صح أنه ثاني مسجد وضع في الأرض، فقد بناه الخليل إبراهيم عليه السلام بعد أن بنى الكعبة بأربعين سنة، وكان الهيكل في القدس قبلة لكل أنبياء بني إسرائيل طيلة عهودهم، واستمر المسلمون يصلون إلى بيت المقدس زمانا، حتى تحولت قبلة المسلمين إلى الكعبة، ولكن حادثة الإسراء كانت إيذانا بانتقال أرض القبلة الأولى.
إلى إرث الأمة الإسلامية، لأنها أرض مقدسة لا يصلح أن تبقى تحت أيدي أهل الملل الكفرية والعبادات الشركية، ولهذا كانت أرض بيت المقدس في مقدمة الأراضي التي اتجهت إليها جهود الفتح، بدءا من غزوة تبوك، حتى تم فتحها في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإن اليهود كانوا يتبادلون طوال أزمنة الشتات تحية يقولون فيها غدا نلتقي في أورشليم، وبعد أن وصلوا إلى أورشليم أو القدس واستولوا على حائط البراق الذي يسمونه حائط المبكى، وقد ابتدع لهم حاخاماتهم دعاء يرددونه في كل صلاة أمام الحائط، وهو عبارة عن قسم وعهد على إعادة بناء الهيكل، ويدعون على أنفسهم باكين بأن تلتصق ألسنتهم في حلوقهم إذا هم نسوه وأول من ردد ذلك الدعاء والتزم هذا التعهد هم القادة العسكريون عندما دخلوا القدس.