الدكروري يكتب عن هجرة أبي الجندل إلي الإسلام
الدكروري يكتب عن هجرة أبي الجندل إلي الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن هجرة أبي الجندل إلي الإسلام
لقد ذكرت المصادر الإسلامية أنه كانت ﻫﺠﺮة أبي الجند بن سهيل بن عمرو ﺃﻗﺴﻰ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻟﺤﻈﺔ ﻛﺎﺩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺼﻮﺍ ﺭﺳﻮﻝ الله صلي الله عليه وسلم، ﻭﻳﻬﻠﻜﻮﺍ، ﻭﻟﺤﻈﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺼﻴﻦ، ﺇﻧﻪ ﻫﻢّ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﺩ ﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، ﻭﻟﺤﻈﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﺮ بن الخطاب ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮم، فحقا ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﺟﻨﺪﻝ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻃﻔﻮﺍ ﻣﻌﻪ، ﺛﻢ ﻫﻲ ﺃﺷﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀﻩ ﺃﺑﻮ ﺟﻨﺪﻝ ﺑﻦ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ، ﻳﺮﺳﻒ ﻓﻲ قيودة ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻴﺪﻩ ﺑﻬﺎ ﺃﺑﻮﻩ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻔﻮﺿﻲ ﻗﺮﻳﺶ، ولقد ﻛﺎﻥ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎ ﺷﺮﺳﺎ، ﻭﺧﻄﻴﺒﺎ ﻣﻔﻮﻫﺎ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم، ﻳﺮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻣﻬﺎﺟﺮﺍ ﻣﺆﻣﻨﺎ، ﻭﻻ ﺗﺮﺩ ، ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ النبي صلى الله عليه وسلم ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺻﻌﺒﺎ، ﻭﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺘﻪ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ، وﺃﺑﺎ ﺟﻨﺪﻝ ﻳﺮﺳﻒ ﻓﻲ ﺃﻏﻼﻟﻪ، ﻣﺴﺘﺠﻴﺮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم، ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻓﺮﺻﺔ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻟﻴﻀﻊ اﻟﺼﻠﺢ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺻﻌﺐ، ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ الذي بيننا، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻤﻪ ﺃﺑﻮ ﺟﻨﺪﻝ ﻭﻟﺪﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه ﻭﺳﻠﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺳﻬﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺜﻨﻲ ﺃﺑﺎ ﺟﻨﺪﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻫﺒﻪ ﻟﻲ، ﻭﺭﻓﺾ ﺳﻬﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻟﻘﺘﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﻣﻊ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﺒﺪ الله ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻙ ﺃﺑﺎﻩ ﻭﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻣﻤﺎ ﻏﺎﻅ ﺫﻟﻚ ﺳﻬﻴﻼ، ﻭﻗﺮﺭ ﺃﻻ ﻳﺘﻜﺮﺭ اﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﻊ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﺑﻲ ﺟﻨﺪﻝ، وشهد عبد الله أحدا والخندق والمشاهد كلها وقتل باليمامة شهيدا وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وكان أبا الجندل له قصة عجيبة مع الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجراح، قائد الجيوش في الشام وذلك أن أبا عبيدة بن الجراح بالشام، وجد أبا جندل بن سهيل بن عمرو، وضرار بن الخطاب، وأبا الأزور، وهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شربوا الخمر، فقال أبو جندل ” ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ” فكتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب إن أبا جندل خصمني بهذه الآية، فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الذي زيّن لأبي جندل الخطيئة زين له الخصومة.
فأقم عليهم الحد، فقال أبو الأزور أتحدوننا؟ قال أبو عبيدة نعم، قال فدعونا نلقي العدو غدا فإن قتلنا فذاك، وإن رجعنا إليكم فحدونا، فلقي أبو جندل وضرار وأبو الأزور العدو، فاستشهد أبو الأزور، وحدّ الآخران، فقال أبو جندل هلكت، بسبب الذنب الذي ارتكبه، فكتب بذلك أبو عبيدة إلى عمر، فكتب عمر إلى أبي جندل، وترك أبا عبيدة إن الذي زين لك الخطيئة حظر عليك التوبة، فقد قال الله تعالى” حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب ” فلما حج أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته أتاه سهيل بن عمرو فعزاه أبو بكر الصديق بعبد الله، فقال سهيل لقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يشفع الشهيد لسبعين من أهله، فأنا أرجو أن لا يبدأ ابني بأحد قبلي، وقد مات أبا الجندل بالشام في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .