المقالات

الدكروري يكتب عن الإمام علي يخطب في أهل الشام

الدكروري يكتب عن الإمام علي يخطب في أهل الشام

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الدكروري يكتب عن الإمام علي يخطب في أهل الشام

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن أحداث الفتنة التي وقت بين الإمام علي والصحابي معاوية، وقيل أنه أرسل معاوية رضى الله عنه بعض الرسل إلى الإمام علي رضى الله عنه فيهم شرحبيل بن عمرو، وحبيب بن مسلمة، ولكن لم يتم الصلح طوال شهر المحرم، وفي آخر يوم من أيام المحرّم استدعى الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه مناديه يزيد بن الحارث، وأمره أن يخرج إلى أهل الشام، ويقول لهم ألا إن أمير المؤمنين يقول لكم إني قد استأنيتكم لتراجعوا الحق، وأقمت عليكم الحجة، فلم تجيبوا، وإني قد نبذت إليكم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين، ويخطب الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه خطبة عصماء في قومه. 

 

يحمّسهم على الجهاد في سبيل الله، ثم يقول لهم ولا تجهزوا على جريح، ولا تتبعوا مدبرا، ولا تكشفوا ستر امرأة، ولا تهان، وإن شتمت أمراء الناس وصلحاءهم، وكذلك قام معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه أيضا في جيشه، وخطب في قومه خطبة حمّسهم فيها على الجهاد في سبيل الله، وهكذا فإن موقعة صفين كانت من أعجب الوقائع بين المسلمين، وكانت هذه الوقعات من الغرابة أن كل من يقرأ عنها لا يصدق ما يقرأ ويقف مشدوها أمام طبيعة النفوس عند الطرفين، فكل منهم كان يقف وسط المعركة شاهرا سيفه وهو يؤمن بقضيته إيمانا كاملا، فهى ليست معركة مدفوعة من قبل القيادة، فيدفعون الجنود إلى معركة غير مقتنعين بها، بل كانت موقعة صفين معركة فريدة في بواعثها، وفي طريقة أدائها. 

 

وفيما خلفتها من آثار، فبواعثها في نفوس المشاركين فيها، فهم إخوة يذهبون معا إلى مكان الماء فيستقون جميعا ويزدحمون وهم يغرفون الماء وما يؤذي إنسان إنسانا، وهم إخوة يعيشون معا عندما يتوقف القتال، فهذا أحد المشاركين يقول كنا إذا تواعدنا من القتال دخل هؤلاء في معسكر هؤلاء، وهؤلاء في معسكر هؤلاء، وتحدثوا إلينا وتحدثنا إليهم، وهم أبناء قبيلة واحدة ولكل منهما اجتهاده، فيقاتل أبناء القبيلة الواحدة كل في طرف قتالا مريرا، وكل منهما يرى نفسه على الحق وعنده الاستعداد لأن يُقتل من أجله، فكان الرجلان يقتتلان حتى يُثخنا ثم يجلسان يستريحان، ويدور بينهما الكلام الكثير، ثم يقومان فيقتتلان كما كانا، وهما أبناء دين واحد يجمعهما، وهو أحب إليهما من أنفسهما، فإذا حان وقت الصلاة توقفوا لأدائها. 

 

ويوم قتل عمّار بن ياسر صلى عليه الطرفان، وإنه يجب على كل مسلم أن يحب الجميع ويترضى عنهم ويترحم عليهم، ويحفظ لهم فضائلهم، ويعترف لهم بسوابقهم، وينشر مناقبهم، وأن الذي حصل بينهم إنما كان عن اجتهاد، والجميع مثابون في حالتي الصواب والخطأ، غير أن ثواب المصيب ضعف ثواب المخطئ في اجتهاده، وأن القاتل والمقتول من الصحابة في الجنة. 

الدكروري يكتب عن الإمام علي يخطب في أهل الشام

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار