الرساله الحقيقية لكرة القدم
كتب .. أحمد رجب
خاض المنتخب الفلسطيني لكرة القدم جولته الهامة في إسبانيا،
حيث استهل ظهوره بمباراة ودية أمام منتخب إقليم الباسك الإسباني على ملعب سان ماميس بمدينة بلباو.

انتهت المباراة بخسارة المنتخب الفلسطيني بثلاثة أهداف دون رد،
لكنها كانت أكثر من مجرد لقاء رياضي، إذ تحولت إلى مهرجان تضامني كبير مع القضية الفلسطينية،
حيث حظي المنتخب الفلسطيني باستقبال حافل وتجمعات كبيرة من جماهير الباسك التي رفعت الأعلام الفلسطينية وأطلقت هتافات دعم قوية.

هذه الفعالية الشبابية والرياضية اعتبرها الكثيرون رسالة تضامن إنسانية وسياسية مع الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة،
خاصة مع تصاعد الأحداث في غزة وأزمات الاحتلال.

وفيما يخص المباراة القادمة
يتجه المنتخب الفلسطيني إلى مدينة برشلونة لمواجهة منتخب إقليم كاتالونيا على ملعب مونتجويك ،
في مباراة ودية ينتظر أن تحظى بحضور جماهيري واسع.

وقد دعا مدرب مانشستر سيتي الإسباني الشهير بيب جوارديولا جماهير نادي برشلونة للحضور تضامناً مع فلسطين،
مؤكداً أن هذه الفعالية تحمل رسالة دعم إنسانية وعالمية لقضية الفلسطينيين.

هذه الجولة ليست فقط فرصة فنية للاحتكاك والخبرة،
بل هي رسالة إنسانية ورسالة اتساع دعم القضية الفلسطينية في أوساط الرياضة الأوروبية.
بيب جوارديولا قدم تصريحات مؤثرة تثري هذه الجولة المعبرة،
حيث قال في مقابلة مع راديو كتالونيا:

“المباراة تتجاوز كونها حدثاً رياضياً، إنها رسالة إنسانية أولاً. الفلسطينيون يجب أن يشعروا أن هناك من يراهم ويفكر بهم في هذا العالم.
” كما انتقد جوارديولا المجتمع الدولي بشدة قائلاً:
“لقد تُرك الفلسطينيون وحدهم. لم نفعل شيئاً لإيقاف ما يحدث. ليس ذنبهم أنهم ولدوا هناك.
العالم منح إسرائيل مساحة لتدمير شعب بأكمله، والضرر الواقع اليوم لا يمكن إصلاحه.
” وأضاف بنبرة حادة:
“لا يمكن تخيّل إنسان قادر على تبرير ما يحدث في غزة. يمكن أن يكون أطفالنا ضحايا هذه المجازر فقط لأنهم وُلدوا في هذا المكان.”
وفي خطاب فيديو موجز

دعا جوارديولا سكان برشلونة للخروج في مظاهرات دعم لفلسطين،
قائلاً: “نشهد إبادة جماعية حقيقية، حيث مات آلاف الأطفال وقد يموت المزيد. قطاع غزة مدمر، وحشود من الناس بلا مأوى، بلا طعام أو ماء أو دواء.”
ووجه دعوة مفتوحة للجماهير للمشاركة في المباراة التضامنية:
“هي أكثر بكثير من مجرد مباراة كرة قدم، إنها دعوة للتضامن،
سيتم من خلالها تكريم أكثر من 400 رياضي فلسطيني قتلوا خلال حرب الإبادة التي عاشتها غزة على مدار عامين.
ماذا تنتظرون؟ هيا نملأ الملعب!”
جوارديولا تحدث أيضاً في مناسبات متعددة عن الحزن العميق الذي يشعر به حيال مشاهد العنف في غزة، وقال:
“ما نشاهده في غزة يؤلم جسدي، مشاهدة وفاة الآلاف من الأبرياء والأطفال ومعاناة العائلات.
” وأكد أنه لا يتحدث عن أيدلوجية بل عن حب الحياة والاهتمام بالجار، مضيفاً قصة رمزية عن الطائر الذي يحاول إخماد حريق الغابة رغم قلة إمكانياته،
مؤكدا أن رفض الصمت وامتلاك المبدأ هما قوة العالم في مواجهة المعاناة.
دور كرة القدم في القضية الفلسطينية يتعدى الجانب الرياضي ليمتد إلى أبعاد إنسانية وثقافية وسياسية مهمة.
الكرة أصبحت وسيلة لإبراز الهوية الفلسطينية وتثبيت الحقوق، بالإضافة إلى تكريس رسالة التضامن والدعم على المستويين الشعبي والرسمي.
نجوم الرياضة واللاعبون الفلسطينيون وغيرهم من الرياضيين العرب والدوليين يلقون الضوء على المعاناة الفلسطينية ،
من خلال مبادرات تضامنية وكلمات وتظاهرات، ما يخلق لحظة تضامن مشتركة بين الشعوب عبر الرياضة.
كرة القدم تعمل كبوصلة تعبر من خلالها الجماهير عن مواقفها تجاه القضية الفلسطينية،
وتصبح منصة لنقل الوعي العالمي عن النضال الفلسطيني ضد الاحتلال.
جولة المنتخب الفلسطيني في إسبانيا ومبارياته أمام إقليمي الباسك وكاتالونيا تمثل أكثر من مجرد نشاط رياضي،
بل هي تحدٍّ إنساني ورسالة تضامن تعكس الدور الحيوي لكرة القدم في دعم ونشر القضية الفلسطينية عالمياً،
مدعومة بمواقف واضحة وشجاعة من شخصيات رياضية بارزة مثل بيب جوارديولا، التي تدعو إلى التغيير والاهتمام بتحقيق العدالة والسلام.

