الزواج… مشاركة لا معركة
بقلم: عماد نويجى
ليست كل الخلافات الزوجية صراعًا على الحقوق ولا كل البيوت تُهدم بسبب ضيق الحال أو كثرة المسؤوليات فالفارق الحقيقي بين بيتٍ ينهار وآخر يصمد غالبًا ما يكون طريقة التعامل لا حجم الضغوط.
فى العلاقات الزوجية تظهر نماذج مختلفة من الشراكة هناك من ينظر إلى الزواج باعتباره قائمة مطالب وشكاوى لا تنتهى يقيس الشريك دائمًا على ما ينقصه ويتجاهل ما يُبذل من جهد. وفى المقابل هناك من يرى الجهد قبل التقصير ويُدرك أن العطاء لا يُقاس بالمال وحده بل بالنية والتعب والستر
الفارق بين النموذجين ليس حظًا بل وعى ونضج
الستر أم التشهير؟
بعض البيوت تُستنزف حين تتحول مشكلاتها إلى مادة للشكوى العلنية ويُختزل معنى الرجولة فى القدرة المادية فقط بينما يغيب الاعتراف بالتعب والمسؤولية والنية الصادقة
فى المقابل هناك من يفهم أن الفقر ليس عيبًا وأن الستر وقت الضيق مسؤولية مشتركة وأن الحفاظ على خصوصية البيت هو أول خط دفاع عنه
الزواج… مشاركة لا معركة
الزواج الناجح لا يقوم على الأخذ فقط بل على المشاركة أخذٌ وعطاء دعمٌ وتفهّم سندٌ وقت الضعف قبل القوة فالشريك ليس آلة تعمل بلا توقف بل إنسان يضعف ويحتاج كلمة طيبة كما يحتاجها الطرف الآخر تمامًا
عندما يتحول البيت إلى ضغط
تكبير المشكلات غياب الاحتواء والمقارنات المستمرة كلها عوامل تجعل البيت مساحة استنزاف نفسى بدل أن يكون مصدر أمان والنتيجة لا تتوقف عند حدود الخلافات بل تمتد إلى الصحة
وجهة نظر طبية
يؤكد أطباء القلب أن نسبة كبيرة من مرضى الضغط والسكرى والجلطات هم رجال يتحملون فوق طاقتهم لا بسبب التدخين أو الإهمال فقط، بل نتيجة الضغط النفسى المزمن والكبت وغياب الدعم العاطفى
فالهدوء ليس رفاهية والكلمة الطيبة ليست مجاملة بل وقاية حقيقية الراحة النفسية تنعكس مباشرة على صحة القلب واستقرار البيت يخفف أعباء الجسد
الاحتواء قوة لا ضعف
المرأة التى تحتوى لا تُضحى بنفسها بل تحمى بيتها والرجل الذى يشعر بالأمان العاطفى يكون أكثر قدرة على العطاء والاستمرار فالفرق كبير بين شريك يعيش الحياة مع شريكه وآخر يعيش على حسابه
الخلاصة:
الزواج ليس اختبار قوة بل تجربة إنسانية تحتاج وعيًا وحكمة واحتواء فالقلب لا يحتمل وحده والبيوت لا تبنى بالمطالب بل بالتفاهم.
الزواج… مشاركة لا معركة


