الرئيسيةمقالاتالصلاة علي النبي سبب للثبات على الصراط
مقالات

الصلاة علي النبي سبب للثبات على الصراط

الصلاة علي النبي سبب للثبات على الصراط

الصلاة علي النبي سبب للثبات على الصراط

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وحجة الله على الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد يقول الله تعالي ” إن كل من في السماوات والارض إلا آتي الرحمن عبدا ” فالكل ضعيف وعبد أمام الله، وأما الشهود فهم كثير فلا مكان للإنكار والكذب والمراوغة، وأعظمهم شهادة هو الله سبحانه جل جلاله، والرسل عليهم الصلاة والسلام ويشهد للرسل سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للحديث. 

 

” يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم، فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم؟ فيقولون ما أتانا من أحد، فيقال لنوح من يشهد لك؟ فيقول محمد وأمته، ثم أشهد لكم” واعلموا إن في مدى مشروعية الصلاة علي رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوال وأحدها أنها تجب في الجملة بغير حصر، لكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرة، والثاني أنه يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد، والثالث تجب كلما ذكر، والرابع تجب في مجلس، والخامس تجب في كل دعاء، والسادس تجب في العمر مرة، في الصلاة أو في غيرها، ككلمة التوحيد، والسابع تجب في الصلاة من غير تعيين المحلّ، والثامن تجب بعد التشهد، إلى غير ذلك من الأقوال، وقال جماعة إنها مستحبة وليست واجبة، والبحث في أدلة هذه الأقوال وترجيحها يمكن الرجوع إليه في كتب السيرة والحديث. 

 

وهذه الصلاة تؤدى بأية صيغة كانت، وأفضلها كما قال كثير من العلماء هي الصلاة الإبراهيمية التي تقال بعد التشهد الأخير في الصلاة، لأن الأحاديث الصحيحة وردت في أنها هي التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عندما سألوه عقب نزول الآية الآية بالصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم وفي ألفاظ هذه الصلاة الإبراهيمية خلاف يسير جاءت به الروايات، أما بخصوص ما ذكرت من تحديد الدعاء بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو تحديدها بعده بعدد معين، فلم يرد فيه شيء، وإنما الثابت طلبها قبل الدعاء وبعد حمد الله عز وجل، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمع رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عجل هذا، ثم دعاه فقال له أو لغيره 

 

إذا صلى “دعا” أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء، وإن من فضائل الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم أنها امتثال لأمر الله سبحانه وتعالي الذي أمر بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، وأنها ترفع درجات المصلي في الجنة، وتكفر ذنوبه وسيئاته، وكما أنها سبب لكفاية هموم العبد وإن عظمت، وكما أنها أداء لبعض حقوقه الكثيرة على أمته، فأعظم خير وصلنا على يديه، فمن أبسط حقوقه كثرة الصلاة والثناء عليه، وكما أنها سبب لنيل شفاعته صلى الله عليه وسلم فمن ” صلى عليه عشرا إذا أصبح وعشرا إذا أمسى فاز بشفاعته ” رواه الطبراني، وفي الحديث الحسن قال صلى الله عليه وسلم “من صلى على محمد، وقال اللهم أنزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة، وجبت له شفاعتي” رواه أحمد. 

 

وأن العبد إذا صلى عليه، صلى وأثنى عليه ربه في الملأ الأعلى وكلما زاد العبد صلاة زاد الله عليه ثناء، وأن أولى الناس به وأقربهم منه يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه فأكثر منها لتفوز بهذه المنزلة، كما إن صلاة العبد وسلامه تعرض على نبيه في قبره، وأنها سبب في استجابة الدعاء فينبغي لمن يدعو ربه أن يصلي عليه في أوله ونهايته، وأنها سبب لطيب المجالس وأن لا تعود حسرة على أهلها يوم القيامة، وكما أنها سبب للثبات على الصراط، وأن الله تعالي يخرج المصلي على نبيه من الظلمات إلى النور، وكما أنها سبب لإبقاء الذكر الحسن للعبد، لأن المصلي يطلب من الله الثناء على نبيه، فيجازيه الله من جنس عمله، وكما أنها سبب لدوام محبته وزيادتها وتضاعفها لأن العبد كلما أكثر من ذكر محبوبه تضاعف حبه في قلبه، ولا أعظم حبا ولا أنفع من حبه صلى الله عليه وسلم.

الصلاة علي النبي سبب للثبات على الصراط

الصلاة علي النبي سبب للثبات على الصراط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *