المقالات

الفقه واجب على كل مسلم

جريدة موطني

الفقه واجب على كل مسلم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد، إن طلب الفقه واجب على كل مسلم، فكان العرب في الجاهلية قد حرموا بعض الحيوانات بغير حق، وحرموا البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحامية، واستباحوا لأنفسهم بعض الخبائث كالميتة، والدم المسفوح، وقد جاء الإسلام في شأن الأطعمة وخصوصا ذات الأصل الحيوانى ليبين وليوضح ما هو حلال وما هو حرام، وأن أخطر موضوع على الإطلاق بعد الإيمان بالله الحلال والحرام، لأنك إذا آمنت بالله ولم تستقم على أمره أنت محجوب عنه، فما قيمة هذا الإيمان؟

 

وعن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا؟ قال “كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون” وما هي إلا سنوات قليلة حتى مات رسول صلى الله عليه وسلم فظهرت بوادر الردة عند بعض القبائل فثبت الله المسلمين حينئذ بثبات أبي بكر الصديق رضي الله عنه والصحابة الآخرين رضي الله عنهم، واعلموا يرحمكم الله بأن التحيل على الربا شر من الربا الصريح.

 

لأن المتحيل جمع بين المخادعة والربا، وعلى العامل بالبيع والشراء أن يتجنب الغش، فقيل أنه ذات يوم خرج أحد التجار الأمناء في سفر له، وترك أحد العاملين عنده ليبيع في متجره، فجاء رجل يهودي واشتري ثوبا كان به عيب، فلما حضر صاحب المتجر لم يجد ذلك الثوب، فسأل عنه، فقال له العامل بعته لرجل يهودي بثلاثة آلاف درهم، ولم يطلع علي عيبه، فغضب التاجر وقال له وأين ذلك الرجل؟ فقال لقد سافر، فأخذ التاجر المسلم المال، وخرج ليلحق بالقافلة التي سافر معها اليهودي، فلحقها بعد ثلاثة أيام، فسأل عن اليهودي، فلما وجده قال له أيها الرجل لقد اشتريت من متجري ثوبا به عيب، فخذ دراهمك، وأعطني الثوب، فتعجب اليهودي وسأله لماذا فعلت هذا؟ قال التاجر إن ديني يأمرني بالأمانة، وينهاني عن الخيانة.

 

فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم “من غش فليس مني” أحمد ومسلم، فاندهش اليهودي وأخبر التاجر بأن الدراهم التي دفعها للعامل كانت مزيفة، وأعطاه بدلا منها، ثم قال لقد أسلمت لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وهكذا فإن غاية الإسلام من أتباعه هو تكوين أمة صالحة تصلح للخلافة وإعمار الأرض، لتحافظ على كيانها، وترتقي بنفسها إلى المعالي، ولن يكون ذلك إلا بالتحلي بالجدية والإيجابية، وأن يبدأ كل بنفسه، منتقلا من مقعد النقد إلى موقع العمل محركا للأحداث آخذا بزمام الأمر مؤمنا بدوره في الحياة ومستعينا بربه دون أن يعبأ بالمعوقين أو يتأثر بالعوام، فعلينا أن نبادر باستثمار العمر، والشباب، والصحة، والمال، قبل فوات الآوان، كما أوصانا نبينا صلي الله عليه وسلم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار