القادري يعلن عن ولادة تحالف نقابي عمالي عالمي جديد
متابعة – علاء حمدي
أعلن الرفيق جمال القادري الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب- رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية، عن ولادة تحالف نقابي دولي يضم إلى جانب الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كل من اتحاد النقابات العالمي والاتحاد الدولي لنقابات الدول المستقلة واتحادات عمال سورية ومصر وبيلاروسيا، وذلك على هامش أعمال المنتدى العمالي حول التحديات المستقبلية في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة المنعقد في جمهورية مصر العربية.
وأكد القادري أن هذا التحالف ليس موجهاً ضد أحد وإنما يهدف بشكل أساسي إلى تقوية العلاقات بين المنظمات المنضوية تحت رايته وتنسيق الجهود وتوحيدها، ومواجهة اي تسييس في منظمة العمل الدولية خلافاً لطبيعة عملها والمهام المنوطة بها المتمثلة بتنظيم عالم العمل، ومواجهة تغول بعض المراكز النقابية الدولية على عمل المنظمة الدولية والسيطرة على قرارها،
داعياً التحالف الجديد للانفتاح على كل القوى النقابية الدولية غير المؤطرة انطلاقاً من أن الطبقة العمالية هي القاعدة العريضة في كل شعوب العالم مؤكدا رفض الاطراف الموقعة لحالة الفوضى والارهاب وزعزعة الاستقرار لتحقيق اجندات سياسية تخفي مشاريع تتعارض مع مصالح الشعوب وتطلعاتها في تحقيق التنمية والعيش بسلام ويتجلى ذلك بالسلوك العدواني للولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل وآخرها جريمة الابادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين وعجز العالم ومنظمات الأمم المتحدة عن إيقافها، مؤكداً أن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة، هو مدخل وحيد للأمن والسلام في المنطقة وكل أنحاء العالم.
وأشار القادري إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة في كل مناطق العالم و التي تعيق المبادلات بين الدول وتحرم شعوب المنطقة من تأمين احتياجاتها من الأسواق الدولية ومنها سورية والتي تم محاصرتها ونهب ثرواتها الوطنية وسياسيات الحصار والاجراءات الاحادية الجانب هي شكل آخر من اشكال هذه السياسة الرعناء التي تنتهجها امريكا والغرب بحق شعوب المنطقة ،
وثمن القادري دور جمهورية روسيا الاتحادية ومواقفها الداعمة لسورية في مواجهة الارهاب وفي مجلس الأمن إضافة لموقف اتحاد النقابات العالمي الداعم للقضية الفلسطينية وكل القوى في المنطقة في مواجهة الإرهاب.
بدوره شدد رئيس اتحاد عمال مصر محمد جبران على أهمية توحيد الرؤى النقابية المتماشية مع المتغيرات الدولية كي تظهر قوة جديدة نقابية على مستوى الدول المشاركة فيه من أجل العدالة الاجتماعية والاستقرار العالمي، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والوقف الفوري لإطلاق النار في غزة دون شروط وإدانة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وأشاد بموقف اتحاد النقابات العالمي الداعم للقضايا العادلة للشعب العربي في مجلس الأمن.
ونوه جبران إلى أن المنتدى ينعقد اليوم في ظل ظروف غير مسبوقة يشهدها العالم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لم تستثني منها أي دولة بدءا من جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وأخيراً الاعتداء الصارخ على فلسطين مبيناً أن هذه الظروف تركت انعكاسات سلبية على الدول والنقابات وخصوصاً الدول النامية ودفع العمال ثمناً كبيراً جراءها.
رئيس اتحاد النقابات العالمي بامبيس خريستس أشار في حديثه أمام المجتمعين إلى تغيرات وتقلبات مأساوية للحقائق الجيوسياسية في العالم أثرت بشكل سلبي على العلاقة بين الدول فأصبحت الرأسمالية أكثر توحشاً ورغبة بالسيطرة والتحكم، وأضاف.. نرى أن الولايات الأمريكية تستخدم قوتها العسكرية لكي تبقى مسيطرة على المؤسسات والمنظمات الدولية، كمنظمة العمل الدولية كما نرى ظهورا متنامياً للتوجهات الفاشية في كل مكان وداخل أوروبا،
مشددا على أن النظام الاقتصادي العالمي حاليا ينتج مزيداً من الفجوات واللامساوات، واتحاد النقابات العالمي يرفض دائما العقوبات والحصار والحروب التي تفرضها تلك الدول الرأسمالية، وأعرب عن رفض المعايير التي تتبعها منظمة العمل الدولية تجاه بيلاروسيا، مؤكداً موقف الاتحاد العالمي بالدفاع عنها داخل المنظمة.
وختم رئيس اتحاد النقابات العالمي بتوجيه الشكر للرفيق جمال القادري الركيزة الأساسية القوية الداعمة للطبقة العمالية داخل أسرة اتحاد النقابات العالمي من موقعه كرئيس للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وهو أيضا نائب رئيس اتحاد النقابات العالمي والشكر للأخ محمد جبران على استضافته وتنظيمه هذا المنتدى.
ونقل الكسندر كورتشجن الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات دول المنطقة السوفيتية تحيات القيادة السياسية والعمالية في روسيا مؤكداً أن عدم التبعية هي أهم الدعائم والمحاور التي يتم العمل عليها، من خلال توحيد النقابات العمالية لتجنيبها التغيرات في العالم وتقوية تضامنها للدفاع عن مصالح وحقوق العمال وعلينا كنقابات تقريب وجهات النظر السياسية بما ينعكس بالمنفعة والفائدة الاقتصادية على شعوبنا ويحقق أهداف العدالة الاجتماعية ومصالح العمال وأشار كورتشجن إلى أن الغرب قام بافتعال الحرب بين روسيا واكرانيا لإضعاف دور روسيا وموقفها الداعم للشعوب سياسياً واقتصادياً.
بدوره طالب ميخائيل اوردا رئيس اتحاد عمال بيلاروسيا إعادة تفسير آلية عمل المنظمة الدولية للعمل وأهدافها والتي أصبحت تعمل بسياسة عسكرية وسياسية وأعطت نفسها سلطة لمساءلة أي اتحاد نقابي وتحجيمه وهذا توجه خطير جداً للتحكم بالمنظمة، مشدداً على ضرورة إعادتها للمسار الصحيح الخاص بها وإلغاء القرار المتعلق بمنظمة بلاده العمالية المخالف للقانون، وختم قائلاً: سوف ننتصر لأننا أصحاب حق، والحق ينتصر دائما.
وكان الاجتماع الذي عقد في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية خلال يومي ٢٤-٢٦ يناير ٢٠٢٤ قد انتهى الى توقيع مذكرة تفاهم حول النقاط التي اتفق عليها الاطراف وتم الاتفاق على توقيع برتوكول نهائي في روسيا خلال شهر ايار او نيسان القادم