المقالات

القدوة الصالحة لأولادهم

جريدة موطني

القدوة الصالحة لأولادهم

بقلم / محمـــد الدكــروري

 

الحمد لله الحي الباقي، الذي أضاء نوره الآفاق، ورزق المؤمنين حسن الأخلاق، وتجلت رحمته بهم إذا بلغت أرواحهم التّراق، نحمده تبارك وتعالى، ونستعينه على الصعاب والمشاق ونعوذ بنور وجهه الكريم من ظلمات الشك والشرك والشقاق، ونسأله السلامة من النفاق وسوء الأخلاق، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي الرزاق، الحكم العدل يوم التلاق، خلق الخلق فهم في ملكه أسرى مشدودو الوثاق، أنذر الكافرين بصيحة واحدة ما لها من فواق، وبشّر الطائعين بسلام الملائكة عليهم إذا التفت الساق بالساق، أرسل الرسل، وأنزل الكتب ليعلم الناس أن إليه يومئذ المساق، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المتمم لمكارم الأخلاق، لم يكن لعانا ولا سبابا ولا صخابا في الأسواق، خير من صلى وصام ولبّى وركب البراق.

 

وأول الساجدين تحت العرش يوم يكشف عن ساق، جاهد في سبيل الله منصورا معصوما من الإخفاق، وترك فينا ما إن تمسكنا به علمنا أن ما عندنا ينفد وما عند الله باق، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه ما تعقب العشي الإشراق، وما دام القمر متنقلا في منازله من التمام إلى المحاق، ثم أما بعد إن حرص الآباء على تربية أبنائهم يؤدي إلى صلاحهم وبالتالي صلاح المجتمع، مما يجلب المنافع للأبناء ويدفع الضرر عنهم وهذا يؤثر بدوره على المجتمع الذي يعيشون فيه، فحق الولد على أبيه أن ينفق عليه، مادام صغيرا، ومادام عاجزا عن النفقة، ينفق عليه أبوه إذا استطاع، ويؤدبه، ويعلمه ما أوجب الله عليه، وينهاه عما حرم الله عليه، ويكون قدوة له في الخير، بفعله وقوله، وهكذا يجب على الآباء أن يتقوا الله، وأن يكونوا قدوة صالحة لأولادهم.

 

وأن يعلموهم، ويوجهوهم إلى الخير، ويؤدبوهم إذا خالفوا الشرع، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع، وإذا كان الولد فقيرا والأب غني وجب عليه أن ينفق عليه، وإن كان كبيرا، ينفق عليه حتى يوسع الله عليه، ويجد عملا يستطيع النفقة منه، وأهم شيء العناية بدينه، كونه يعتني بدينه، يوجهه إلى الخير، يأمره بطاعة الله، ينهاه عن محارم الله، يأمره بالصلاة، يأمره بكل ما أمر الله به ورسوله، وينهاه عن كل ما نهى الله عنه ورسوله، ويكون قدوة أيضا في أفعاله، يكون الأب قدوة، والأم تكون قدوة في أفعالهما وأقوالهما الطيبة، قدوة لأولادهما، ويحق للأبناء أن يتلقوا من آبائهم الدعم المالي الكافي لتلبية احتياجاتهم.

 

ويجب على الآباء عدم التقصير في هذا الشأن إذا كان بمقدورهم توفير ذلك، ولا يجب أن تتوقف هذه الدعم عند سن معين، بل يجب على الآباء تقديم الدعم المادي لأبنائهم حتى وإن كانوا كبارا في العمر وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم بسبب الفقر أو المرض أو ظروف أخرى، كما يجب على الآباء تسهيل زواج أبنائهم وعدم إجبارهم على الزواج من شخص لا يريدونه، ويجب أن ينصحوهم ويوجهوهم لاختيار الشريك الصالح والمتوافق معهم في الحياة، والذي يمكن أن يساعدهم في تجاوز الصعاب التي قد تواجههم في الحياة، ويجب على الآباء أن يوجهوا أبناءهم إلى الخير، ويعاملوهم بلطف واحترام، ويعززوا شعورهم بالكرامة، وأن لا يطلبوا منهم القيام بأفعال تغضب الله، وأن يمتنعوا عن تحريضهم على قطع رحم الأقارب.

 

أو الإساءة للآخرين، وغير ذلك من الصفات السيئة، وينبغي على الآباء الإعتدال في تعاملهم مع أبنائهم، وعدم التفريق بينهم أو تمييز أحدهم عن الآخر بسبب الجنس أو غيره، بل يجب أن يرعوا أبناءهم بمساواة وعدالة وتعزيز روح المحبة والتآخي بينهم، حيث إن التفريق بينهم يمكن أن يؤدي إلى حدوث صراعات وكره وحقد بينهم، ووضع الإسلام حقوق الآباء تجاه أبنائهم منذ ولادتهم، وذلك لتنظيم العلاقة بينهما وتم تضمين هذه الحقوق في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار