النتائج والفرص التي تأتي بها مبادرة “الحزام والطريق” تفيد العالم بأسره
بقلم ليانغ سوو لي
إعلامية صينية
إن الزخم لدى الصين والدول العربية للعمل يدا بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد أصبح أقوى. وفي مواجهة المستقبل، فإن التعاون العملي الصيني العربي مفعم بالحيوية ويتمتع بآفاق واسعة.
وفي ديسمبر من العام الماضي، وقعت الصين والأردن “مذكرة تفاهم بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية بشأن دفع البناء المشترك لـ”الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين”، حيث قد وقعت الصين وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” مع جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية .
وانعقدت الدورة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي في بكين خلال يومي 17 و18 أكتوبر 2023، وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية عن الأعمال الثمانية التي ستقوم بها الصين لدعم جهود البناء المشترك العالي الجودة لـ”الحزام والطريق”، مؤكدا أن الجانب الصيني يحرص على تعزيز علاقات الشراكة مع كافة الأطراف المشاركة في بناء “الحزام والطريق”، لدفعه إلى مرحلة جديدة من التنمية العالية الجودة، والمساهمة بجهود دؤوبة في تحقيق التحديث لدول العالم.
ومن بين سلسلة الإنجازات التي حققها المنتدى، هناك مبادرات تعاون وترتيبات مؤسسية مهمة مثل ((مبادرة بكين لتعميق التعاون في التواصل والترابط)) و((مبادرة بكين للتنمية الخضراء في إطار مبادرة “الحزام والطريق”)) و((مبادرة بكين للتعاون الدولي في مجال الاقتصاد الرقمي في إطار مبادرة “الحزام والطريق”))، وتم تحديد أيضا أهداف تفصيلية مثل إجراء التدريب في مجال التنمية الخضراء لـ100 ألف شخص من الدول الشريكة بحلول عام 2030، وتوسيع عدد المختبرات المشتركة التي يتم بناؤها بالتعاون مع مختلف الأطراف إلى 100 مختبر في السنوات الخمس المقبلة، وتنفيذ 1000 مشروع مساعدة صغير يتعلق بمعيشة الشعب، وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى في مجال التعليم المهني عبر “ورشة لوبان” وغيرها.
إن الدول العربية شريك طبيعي للصين في البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، وحققت الصين والدول العربية نتائج مثمرة في البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”. قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خالد منزلاوي: إن الصين والدول العربية نفذت أكثر من 200 مشروع كبير في مجالات البنية التحتية والطاقة وما إلى ذلك في إطار “الحزام والطريق”. وإن التعاون في بناء “الحزام والطريق” ساعد الدول العربية في تحقيق تقدم كبير، وشكل التعاون بين الجانبين في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمالية والصناعة والمواصلات والنقل والطاقة والموارد الطبيعية والبيئة والزراعة نموذجا للتعاون بين دول الجنوب، وإن نتائج التعاون قد أفادت ما يقرب من ملياري شخص للجانبين.
وحقق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر نتائج مثمرة خلال السنوات العشر الماضية منذ اقتراح مبادرة “حزام وطريق”. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 11 عاما متتالية منذ عام 2012، كما تعد من الدول الأكثر نشاطا في الاستثمار في مصر وأسرع معدل نمو. في عام 2022، تم تشغيل المرحلتين الأولى والثانية من مشروع سكة حديد الضواحي المصري “العاشر من رمضان” الذي نفذته شركة صينية، وهو أحد المشاريع الرئيسية للتعاون بين الصين ومصر في إطار مبادرة “الطريق والحزام”، مما يسهل بشكل كبير السفر اليومي لما يقرب من 5 ملايين مواطن ساكنين على طولها؛ وتم الانتهاء من بناء الهيكل الرئيسي لمشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية المصرية الذي نفذته شركة صينية، والذي يعد الأول من نوعه في مصر، وهو مثال مشرق للتعاون بين الصين ومصر؛ وفي 4 ديسمبر 2023، أطلقت الصين بنجاح القمر الصناعي “مصر سات 2” بواسطة الصاروخ الحامل من طراز “لونغ مارش-2 سي” من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في شمال غربي الصين، مما يؤكد أن مصر أصبحت أول دولة أفريقية تمتلك قدرات كاملة في تجميع الأقمار الصناعية وتكاملها واختبارها ويعتبر خطوة مهمة في البناء المشترك العالي الجودة لـ”الحزام والطريق” بين الجانبين.
كما شاركت الشركات الصينية أيضا في بناء مشروعات الطاقة والموانئ والمناطق الصناعية في مصر. وتعاونت الشركات الصينية مع الحكومة المصرية لإنشاء قواعد إنتاج في مصر، مما ساعد في خلق فرص العمل وتحقيق نقل التكنولوجيا.
في قائمة المشاريع والإنجازات الطويلة، يرى العالم العربي فرصا للتعاون والكسب المشترك. ولقد أرسل التقرير المبهر بالعقد الماضي من البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” إشارة واضحة تفيد بأن الوضع الذي يهيمن فيه عدد قليل من البلدان على التنمية الاقتصادية العالمية ويسيطر فيه عدد قليل من البلدان على القواعد الاقتصادية ويتمتع عدد قليل من البلدان بثمار التنمية، يجب أن يتغير، إذ تعمل مبادرة “الحزام والطريق” على تعزيز التكامل الاقتصادي الكبير والارتباط التنموي العظيم والتقاسم الكبير للنتائج.
قد تضمنت الوثائق الختامية لاجتماعات الآليات الدولية المهمة مثل الأمم المتحدة ومجموعة البريكس ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي ومنظمة شانغهاي للتعاون محتوى البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”. كما قد تم ربط مبادرة “الحزام والطريق” بالاستراتيجيات للعديد من الدول، مثل خطة تطوير محور قناة السويس المصرية و”رؤية 2030″ السعودية، وتم إنشاء أكثر من 20 منصة تعاون متعدد الأطراف في المجالات المتخصصة.
وباعتبارها مشروعا نموذجيا للمواءمة بين البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” وبناء “المنطقة الاقتصادية لقناة السويس”، قد اجتذبت منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس أكثر من 140 شركة للاستقرار فيها، وتوفر فرص عمل مباشرة أو غير مباشرة لأكثر من 50 ألف مصري، وقد عززت التبادلات الاقتصادية والتجارية والتعاون الاستثماري بين الصين ومصر.
إن مبادرة “الحزام والطريق” انطلقت من الصين، لكن نتائجها وفرصها تفيد العالم بأسره. وباعتبار الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي نقطة انطلاق جديدة، ستعمل الصين مع الدول الأخرى على تعزيز البناء المشترك العالي الجودة لـ”الحزام والطريق” بثبات، وكذلك تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية وبناء عالم ينعم بالسلام الدائم والأمن العالمي والرخاء المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال، بحيث يمكن أن تنتقل شعلة السلام من جيل إلى جيل، وأن تبقى القوة المحركة للتنمية مستمرة، وأن تتألق نور مختلف الحضارات معا.