ادب وثقافة

انا معاهم

جريدة موطني

قصه قصيره
انا معاهم


اثناء جلوسي علي المقهي البلدي مع أصدقائي و بعد رشوه القهوجي بسجاره ال ام احمر التي أرخص من السجائر المحليه
فتح لنا واي فاي النت و اخذنا نقلب في المواقع المختلفه و الفيديوهات القيمه بدايه من شكوي بعض المواطنين من اسعار الطماطم والخيار و البصل و تذكرت وقتها اغنيه المطرب العربي حلمي بو اشناب
خدوا البطاطس.. خدوا الطماطم بس خلوا لي البصل. و انتقلنا حتي نريح اعصابنا الي مقاطع الروتين اليومي و ما بها من معلومات قيمه عن طريقه غسل السجاد وفن التطريز و تلميع الاوكر
و كل المقاطع تدور حول نفس الفكره و هي صدرها للي يقدرها. و لكن ما اشعل المناقشه بين الاصدقاء فيديو مستفز يتم تداوله عن اسعار المنتجات في الساحل الشمالي
و خروج البعض مدافعا عن تلك الاسعار فلا غضاضه ان تباع زجاجه المياه المعدنيه ب٢٠٠ جنيه و طبق الفول المدمس ب ١٨٠ جنيه. و كان صديقي خالد في غايه الاستياء من تلك الأسعار رغم انه لم يذهب الي مصيف طوال حياته ولكنه كان يعمل في الخارج منذ زمن بعيد و كان يشتري المنتجات من اي مكان سواء مدينه او قريه او منطقه نائيه بنفس السعر الموحد و تعجب من فكره تغير السعر لنفس المنتج حسب المكان فتداخل احمد و اخبره خد الجديد بقي ان كل بقاله بتبيع بسعر مختلف في نفس الشارع. كل واحد له زبونه.
ولولا اختلاف الاراء لبارت السلع.
قررت وقتها تلطيف حده المناقشه و طلبت منهم ان نقوم بزياره ذلك المكان الساحلي لمده يوم واحد للتاكد من تلك الاسعار خاصه انني عملت في ذلك المكان من زمن بعيد و اعرف ان مدينه الرايتين عباره عن شارع واحد احفظه جيدا. وافق الاصدقاء علي الذهاب يوم الثلاثاء القادم كتوع من حب الفضول و تغيير الجو و احتراما لمقوله الحاج سيد احد اصدقائنا في المقهي الماء و الهواء مثل التعليم حق للجميع.
صباح الثلاثاء ذهبنا في نشاط و خفه الي الموقف و ركبنا الميكروباص بدايه الساحل و منه الي مدينه الرايتين لم يستغرق الوقت طويلا و لم يكن مكلفا أيضا
في البدايه نزلنا الي المطعم الكائن في بدايه الشارع و كلنا ترقب من الاسعار و لكننا وجدنا الكثير من العمال يتزاحمون لشراء الفول و الفلافل و هنا انطلق خالد مطمئنا المجموعه بانه من غير الممكن ان يكون سعر طبق الفول ١٨٠ جنيه و يكون عليه كل هذا الزحام من العمال. و بدانا في الذهاب تلي المطعم و نحن نخطو بثقه و ثبات و تم شراء الفطار بسعر مثل قريتنا وفضلت ان اشتري سندوتشات و ترك باقي المجموعه تشتري الفول و الخبز و الفلافل و البطاطس و كاننا في موقف عبود. ثم توجهنا الي المقهي الذي كنت ارتاده أثناء فتره عملي هناك حيث كان المقهي الوحيد في هذا الشارع الذي يمثل المدينه الا انني وجدت العديد من المطاعم و المقهي علي جانبي الطريق و كلها علي اعلي مستوي من ناحيه الديكور و التشطيب.
جلست مع الاصدقاء علي المقهي حيث حضر القهوجي و وضع زجاجات مياه معدنيه امامنا و سالته بكم الزجاجه و ما سعر المشروبات. اجاب في طلاقه الشاي ٥ جنيه و المياه المعدنيه ب ٥ جنيه ايضا
و تركنا نفطر وسط جو من البهجه و السرور
مع انطلاق اغنبه واليوم ده حلو من سماعات المقهي.
بعد ان فرغنا من تناول الافطار و احتساء الشاي و بدا الشارع في الهدؤ بعد ان ذهب الجميع الي اعمالهم و الاخرون الي الشواطئ للاستمتاع بالهواء النقي و المياه الصافيه.
جاءنا القهوجي وهو يحصي الطلبات و يسجل الحساب الذي لم يتجاوز ٢٥ جنيه
و بدانا الحوار معه عن الإشاعات المغرضه من زياده الأسعار في تلك المدينه الهادئه خاصه ان اسعار الاكلات الشعبيه و المياه المعدنيه خرافيه ابتسم القهوجي و اجاب بثقه العالم ببواطن الامور ان من يطلق تلك الشائعات قله مندسه هدفها ازاحه الجماهير الغفيره و الفقيره من الاقتراب من تلك المنطقه عن طريق ترويعهم بتلك الارقام الخرافيه لابسط السلع و بالتالي سيفكر الكثيرون كثيرا قبل القدوم الي تلك المنطقه التي يريدها البعض لهم فقط. رد عليه خالد و لكن من الممكن ان تكون تلك الاسعار حقيقيه داخل القري السياحيه
فرد. القهوجي بص يابيه اي قريه سياحيه خارجها العديد من المدن مثل قريه الصالون و الراينين وخلافه يعيش فيها البسطاء و عن طريق اي وسيله مواصلات اذا لم يكن لديك سياره تستطيع ان تشتري من تلك المدن باسعار ذهيده و لكن تقول ايه كييف الشراء يجيب له ملعقه.
ابتسمت انا وزملائي لكلام. القهوجي و اعطاته الحساب و قمنا في عجاله حتي نذهب الي الاماكن السياحيه الموجوده بالمكان من متحف الحرب العالميه و مقابر الالمان و الايطاليين و الكومنويلث مع شراء المنتجات الاخري الاصليه من زيت زيتون و تمر و اعشاب طبيعيه وطبيه
و قبيل المغادره تناولنا الغداء في احد المطاعم البدويه حيث لذه افتراش الارض ووضع الطعام البدوي اللذيذ وسط سعاده من الاصدقاء و كاننا نكتشف ان السعاده تنبع من داخلنا و ليس من المكان. فانت من تصنع السعاده باقل الامكانيات
تمت
م محمود عبد الفضيل /مصر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار