بعد حياة مليئة بالعطاء.. اللواء محسن بداري وزوجته ضحية غدر داخل منزلهما في أسيوط
جريدة موطني
بعد حياة مليئة بالعطاء.. اللواء محسن بداري وزوجته ضحية غدر داخل منزلهما في أسيوط
عبدالرحمن جعفر
تحرير /منة العبد
في ليلة حزينة خيمت على أسيوط، لم يكن أحد يتوقع خبر رحيل اللواء محسن بداري، بطل مكافحة المخدرات، الذي أفنى سنوات عمره في محاربة الجريمة، يُعثر عليه وعلى زوجته جثتين هامدتين داخل منزلهما. رحل اللواء بداري، ذلك الرجل الذي لم يعرف الخوف يومًا، والذي واجه الظلام لينير درب الأمان للآخرين. لكن الغدر باغته في عقر داره، ليرحل بصمت تاركًا خلفه إرثًا من الشجاعة وقلوبًا مكسورة.
اللواء الدكتور محسن بداري، أحد أكفأ ضباط مكافحة المخدرات في مصر، وزوجته، في حادث مأساوي داخل شقتهما. كان اللواء بداري شخصية استثنائية، ترك بصمات واضحة في ميدان مكافحة المخدرات، حيث كان من أبطال وزارة الداخلية، قدم حياته لمحاربة الخطر الذي يدمر الشباب، وسطر مسيرة مليئة بالنجاحات في حماية المجتمع من آفة المخدرات.
لم يكن محسن بداري ضابطًا عاديًا، فقد عرف بشجاعته وإخلاصه للوطن، وحرصه على أداء واجبه حتى آخر يوم في خدمته. كان يعمل بلا كلل في قسم مكافحة المخدرات، وارتقى في مناصب الداخلية حتى وصل إلى منصب مساعد وزير الداخلية، ليختتم مسيرته برتبة لواء دكتور، محققًا العديد من الإنجازات في مسيرته الطويلة والمشرفة.
ولكن، شاءت الأقدار أن تُغتال هذه الحياة المليئة بالعطاء بغدر قاتل. تشير التحريات الأولية إلى أن الجناة اقتحموا الشقة لسرقتها، وعمدوا إلى فتح الغاز وإشعال حريق بهدف طمس معالم جريمتهم. لحسن الحظ، تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق قبل انتشاره، لكن لم تستطع إنقاذ اللواء وزوجته.
الحادث أشعل غضبًا عارمًا بين أهالي أسيوط، فاللواء بداري لم يكن مجرد رجل أمن، بل كان رمزًا للشجاعة والنزاهة. أدان الجميع هذا الفعل الشنيع، ودعوا الله أن يرحمهما، وأن يحسبهما من الشهداء. وناشدوا الأجهزة الأمنية بتكثيف الجهود للقبض على القتلة، الذين ستلاحقهم العدالة بقبضة من حديد، ولن تهدأ حتى ينالوا أقسى العقوبات.
رحِمَ الله اللواء محسن بداري وزوجته، وأسكنهما فسيح جناته، وتركت حياتهما بصمة لن تُنسى في قلوب من عرفوهما، فالذكرى ستبقى عطرة لشخص لم يعرف للخوف طريقًا في معركته ضد الجريمة، حتى أن غدر الجناة لم يستطع أن يمحو تاريخه المشرف.