بغداد وجهة العالم”: دار المأمون تحتفي بالترجمة وإسهامات عبد الواحد لؤلؤة
ساهرة رشيد/ العراق
تصوير: صالح البهادلي
برعاية معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني، وحضور وكيلي الوزارة الأستاذ قاسم طاهر السوداني وكيل الوزارة لشؤون الفنون، والدكتور فاضل محمد البدراني للشؤون الثقافية والدكتور عارف الساعدي المستشار الثقافي لرئيس مجلس الوزراء والمدير العام لدائرة الشؤون الثقافية العامة وعدد آخر من المدراء العامين إلى جانب نخبة من الأكاديميين والباحثين والمترجمين والمهتمين بالشأن الثقافي. وبإشراف المدير العام لدار المأمون السيدة إشراق عبد العادل .
عقدت دار المأمون بالتزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني العراقي صباح اليوم الاثنين 6 تشرين الأول 2025 في قاعة شهرزاد بمقر هيئة السياحة، المؤتمر العلمي السابع تحت شعار “بغداد وجهة العالم”، والذي حمل هذا العام أسم دورة المترجم والأكاديمي الكبير الدكتور عبد الواحد لؤلؤة، تقديرًا لمسيرته الثرية في الترجمة والدراسات الأدبية.
وفي الكلمة الافتتاحية أشار وكيل الوزارة الدكتور البدراني إلى أهمية الترجمة في مدّ جسور التواصل بين الثقافات، مشيدًا بجهود دار المأمون في دعم حركة الترجمة وتعزيز الفكر الإنساني واستذكار رموز الترجمة لديمومة العطاء العلمي والفكري المتنوع.
أما المدير العام لدار المأمون فقالت في كلمتها الترحيبية أن الدار إذ تعقد مؤتمرها السنوي السابع احتفاء باليوم العالمي للترجمة، فأنها تؤكد الهوية التاريخية والمعاصرة لبغداد بكل ما تنطوي عليه من موروث فكري ومعرفي وثقافي.
مضيفة أن احتفاءنا بشخصية عبد الواحد لؤلؤة يؤكد التزامنا بالتواصل مع المترجمين كافة ونتاجاتهم التي تجسر علاقاتنا مع ثقافات العالم الآخرى والوصول بنا إلى الرسالة الإنسانية الأسمى في الترجمة.
واستعرضت عبد العادل مسيرة دار المأمون في الاستمرار بإصداراتها المتنوعة والرصينة شكلاً ومضموناً من الكتب والدوريات المترجمة من لغات مختلفة إلى اللغة العربية وبالعكس.
كما وجهت شكرها لجميع الحاضرين والقائمين على المؤتمر
كما ألقى الكاتب ماجد السامرائي كلمةً استذكر فيها مسيرة الدكتور عبد الواحد لؤلؤة وإسهاماته الكبيرة في ميدان الترجمة والأدب المقارن، مشيدًا بإرثه المعرفي والإنساني الذي أثرى المكتبة العربية والعالمية ترجمة وتأليفا في مجالات شتى، إلى جانب مسيرته الأكاديمية الرصينة. ووجه السامرائي دعوته للمؤسسات الثقافية لإعادة طبع نتاجات لؤلؤة عرفانا بجميله وتكريما لإرثه الكبير.
وتخلل المؤتمر عرضٌ لفيلمٍ وثائقي تناول أبرز محطات حياة الدكتور لؤلؤة وإنجازاته الأكاديمية والإبداعية، مسلطًا الضوء على جهوده في إثراء الحركة الثقافية والترجمية في العراق والعالم العربي.
وتضمن المؤتمر جلستين علميتين ثريتين بالمناقشات والرؤى البحثية. شارك فيها عدد من الأساتذة والباحثين العراقيين والعرب والأجانب، وجاءت الجلسة الأولى بعنوان “بغداد والترجمة والسياحة” أدارها الأستاذ سعد الحسني، أما الجلسة الثانية، التي حملت عنوان “علم الترجمة والتطورات الحديثة” أدارتها الأستاذة الدكتورة هناء خليف.
وحمل البيان الختامي للمؤتمر جملة من التوصيات، أبرزها تكثيف اشتغال الترجمة على بغداد لحفظ الإرث التاريخي العميق لمدرسة بغداد للترجمة، وضرورة الانتباه للوجه الخفي للصراع حول تراث العراق، مما يتطلب صياغة مشروع علم آثار سيادي ونهضة ثقافية وطنية، ومعرفة المقاربات والنظرية والدراسات الحديثة في الترجمة وتأثيرات التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لإحداث تحولاً نوعياً في أداء مؤسسات الترجمة الحكومية بتعميق البحوث حول الحوكمة الرقمية، وأخيرا السعي لتعلم المصطلحات الجديدة وتكوين حصيلة لغوية جيدة، وتعدد مصادر الترجمة.
وفي نهاية فعاليات المؤتمر كرمت دار المأمون أعضاء اللجنة العلمية بدرع المأمون وشهادات تقديرية تثمينا لجهودهم في اختيار البحوث.
كما جرى تقديم الشهادات التقديرية للباحثين وأعضاء اللجنة التحضيرية.