منح الله في المرض والسفر
حديث الصباح
أشرف عمر
مِنَحُ اللهِ في المرض والسفرِ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
*{ إذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ صَحِيحًا مُقِيمًا }.*
رَوَاهُ الْبُخَارِيّ.
*شرح الحديث:*
تَفضَّلَ اللهُ سُبحانَه على عِبادِه المُتَّقينَ بمَزيدِ الأجْرِ والثَّوابِ على الأعمالِ في جَميعِ أحوالِهم، مِنَ الصِّحَّةِ والمَرَضِ، والتَّفرُّغِ والانشِغالِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابِعيُّ إبراهيمُ أبو إسماعيلَ السَّكسَكيُّ أنَّ التَّابِعيَّيْن أبا بُردةَ بنَ أبي مُوسى الأشعريَّ ويَزيدَ بنَ أبي كَبْشةَ خَرَجا مَعًا في سَفَرٍ، فكان يَزيدُ يَصومُ تَطوُّعًا في السَّفَرِ، فأخبَرَه أبو بُردةَ: أنَّه سَمِعَ أبا مُوسى الأشعريَّ رَضيَ اللهُ عنه أكثَرَ مِن مَرَّةٍ وهو يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إذا مَرِضَ العَبدُ أو سافَرَ، كُتِبَ له مِثلُ ما كان يَعمَلُ مُقِيمًا صَحيحًا»، فإنَّ مَن كانَ يَعمَلُ عَمَلًا صالِحًا، مِن صَلاةِ تَطوُّعٍ أو صيامِ تَطوُّعٍ أو نَحوِ ذلك، ثمَّ سافَرَ أو مَرِضَ، فمَنَعَه ذلك مِن أداءِ العِبادةِ التي كان يَتطوَّعُ بها؛ كَتَبَ اللهُ له أجْرَ العِبادةِ التي كان يَفعَلُها في حالِ صِحَّتِه، وحالِ إقامتِه.
وقيلَ: تَدخُلُ في ذلك الفَرائِضُ التي شأْنُها أنْ يَعمَلَ المُسلِمُ بها وهو صَحيحٌ إذا عَجَزَ عن جُملَتِها، أو بَعضِها بالمَرَضِ، كُتِبَ له أجْرُ ما عَجَزَ عنه، حتَّى صَلاةُ الجالِسِ في الفَرضِ لِمَرَضِه، يُكتَبُ له عنها أجْرُ صَلاةِ القائِمِ.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.