بين التسريبات والوعود.. من هو النائب الذي ينتظره المواطن
بقلم: مصطفى بكر
مع كل استحقاق برلماني جديد، يعود السؤال الأهم: ماذا ينتظر المواطن من عضو مجلس النواب؟ تتعدد الوعود وتكثر الشعارات، لكن المواطن البسيط يظل يبحث عن نائب صادق يترجم كلماته إلى أفعال، ويضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار.
النائب الذي يحتاجه الشارع اليوم ليس مجرد شخصية تظهر في المناسبات يكتفي بالشكل دون المضمون، وإنما نائب يثبت نفسه بما يقدمه من عمل وجهد على الأرض، ويترك بصمة ملموسة في حياة أهله وبلده. نائب يدرك أن قيمته الحقيقية أن يكون صوتا حقيقيا للمواطنين تحت القبة، والتواصل مع مشكلاتهم بجدية وحرص.
وخلال الفترات الماضية شهدت الساحة احاديث وتسريبات تتداولها بعض الدوائر، وصلت احيانا الى تسجيلات او مواقف شخصية يتم استغلالها، في محاولة من جانب البعض لكسب ارضية او تعزيز حظوظهم في المشهد الانتخابي. مثل هذه الاجواء ربما تثير جدلا وقتيا، لكنها لم تعد تشغل المواطن كما كان يحدث في السابق.
فالناس باتت أكثر وعيا وإدراكا بأن ما يهمهم في النهاية ليس الصراع بين المرشحين أو محاولات النيل من بعضهم، بل ما سيقدمه كل نائب إذا وصل إلى مقعده البرلماني. المواطن ببساطة لم يعد يقيس المرشح بكثرة الوعود أو بالضجيج، بل بما يمتلكه من رؤية وقدرة حقيقية على العمل.
يذكر أن قيادات ورؤساء الأحزاب السياسية أكدوا أكثر من مرة أن اختيار المرشحين في المرحلة المقبلة سيرتكز على معايير الكفاءة والشعبية الحقيقية، بما يضمن تمثيل المواطن أفضل تمثيل.
وهو توجه يتماشى مع رؤية الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تضع في أولوياتها بناء مؤسسات قوية تعبر عن إرادة الناس وتخدم مصالحهم. ومن هنا فإن عملية الاختيار ستكون دقيقة، بحيث يقع الاختيار سواء في القوائم أو الفردي على الأكثر كفاءة والأحق بجدارة في نيل ثقة المواطنين.
إن ما ينتظره المواطن من نائبه ليس مجرد وعود انتخابية، بل التزام فعلي بالعمل من أجل الصالح العام، واستعداد لمواجهة التحديات وتقديم حلول واقعية. المواطن يريد نائبا يترجم موقعه البرلماني إلى أداة لخدمة الوطن وأبنائه، لا إلى منصة للشهرة أو النفوذ.
وفي النهاية، يظل السؤال مفتوحا أمام الجميع: بين الوعود والتجارب، وبين الأحاديث والتسريبات، من هو النائب الذي سينجح حقا في كسب ثقة الناس وتلبية تطلعاتهم؟
بين التسريبات والوعود.. من هو النائب الذي ينتظره المواطن