بين شقي الرحى مش عارفين نعيش
بين شقي الرحى مش عارفين نعيش
سامح سلام
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي برفع الحد الأدنى للأجور ليصل إلى 4000 جنيه كما تقرر زيادة علاوة غلاء المعيشة الاستثنائية لتصبح 600 جنيه بدلًا من 300 جنيه.
ولكن تأتي رياح الزيادات بما لا تشتهي السفن اصدر السيد الرئيس العديد من القوانين و التي تعمل لصالح العمال و العمل عمومًا ولكن رجال الأعمال وأصحاب المصالح لا يجدون فيها إفادة مباشرة لهم فيعملون على إطالة أمدها وإماتتها عبر نسيانها في الأدراج فرواتب العمال والموظفين الشاملة لم ترتفع واقتصرت الزيادة على العلاوة السنوية وقيمتها150 جنيهًا للعامل و عمال إجمالي علاوتهم 21 جنيهًا لأن كثيرًا منهم أساسي راتبه300 و500 جنيه حسب درجاتهم الوظيفية وتاريخ تعيينهم ولم يتم ضم العلاوات إلى أساسي الراتب
في الواقع يعيش العمال أزمة الأجور منذ عقود التي لا تحتسب على قدر احتياجاته وإنما بحسب مزاجية صاحب العمل وأعلى ربح ممكن له فالحد الأدنى للأجور الذي بدوره وصل إلى 4 آلاف جنيه أي ما يوازي 80 دولارًا شهريًّا يتم احتسابه مشمولًا بالمقتطع التأميني ما يخلق وضعًا جائرًا يجعلهم من الفقراء أو من المهددين بالجوع
بحسب جهاز التعبئة العامة والإحصاء أسرة تتكون من 3الي5 افرد تعيش على خط الفقر القومي يكون دخلها السنوي في حدود 64.89 ألف جنيه مصري أي شهريًّا5500 جنيه فهو المبلغ الذي يجعلك من الفقراء أيضًا وبحسبة بسيطة أكثر من خمسين في المائة من العمال خصوصًا الشباب منهم حيث حداثة سنوات خدمتهم لا تؤهلهم لينضموا إلى قائمة الفقراء إنما إلي قائمة الفقر المدقع ما يجعلنا أمام مجموعة من الفقراء والفقراء جدًّا
حددت الدولة مبلغ 4 آلاف جنيه حد ادني للأجور أقل من معدلات الفقر القومي
بالرغم من أن العامل سببٌ رئيسيٌّ في أي خطوة تعني بالنمو الاقتصادي للمجتمعات فالعناية بأحواله ومتطلباته ليست بالقدر نفسه من الأهمية لدى المهتمين بالنمو الاقتصادي حيث لا يتم احتساب ميزاته المادية على قدر ما يمنح العمل من عمره أو حسابات التضخم التي تبتلع أجره بالكامل وتقضي على أي قوة شرائية ممكنة لتلك الأجور الزهيدة يعملون لأكثر من 8 ساعات يوميًّا والكثير منهم دون ميزات أو أوقات للراحة أو للترفيه بسبب ارتفاع الأسعار فإن أزمة تكاليف المعيشة تُهدد بدفع المزيد من العمال إلى أتون الفقر فالعمل المضني لم يعد يضمن العيش الكريم كما كان معروفًا عنه و تزال القوانين الخاصة بالعمال والأجور تحظى بمثل “موت يا حمار” حتي تحقق الحياة الكريمة للعامل وأسرته فالمأساة تتجسد بكل ما أدت إليه من ارتفاع الأسعار على الأخص أسعار السلع الغذائية وانخفاض مستوى معيشة جميع العاملين الذين باتوا عاجزين عن تلبية حاجاتهم وحاجات أسرهم الأساسية أزواجًا اضطروا إلى طلاق زوجاتهم نتيجة الحاجة والفقر وآخرون لجأوا إلى الانتحار فهانت عليهم حياتهم