احمد صالح
أيوب سليمان ديالو.. تاجر العبيد الذي أصبح عبدا ثم عاد حرًّا
وُلد عام 1701 في منطقة بوندو السنغال حاليا لأسرة مسلمة من شعب الفولاني وكان والده زعيما دينيًا وسياسيًا، أما هو فكان حافظا للقرآن متعلّمًا في علوم الدين عارفا بالفقه واللغة.
في عام 1731 خرج أيوب في رحلة تجارية لبيع عبدين مقابل بعض الماشية
لكنه لم يكن يعلم أن القدر يخفي له مأساة ستقلب حياته رأسا على عقب
ففي الطريق أُسر هو ومترجمه على يد رجال من الماندي وبِيعا كعبيدٍ لقائد سفينة إنجليزية تدعى رويال أفريكان.
وهكذا، وجد التاجر الحر نفسه عبدًا يُباع في أسواق أنابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية ليعمل في مزرعة تبغ لا ترحم
ورغم السلاسل لم يخضع أيوب
كان يهرب للصلاة في الغابات يرفع يديه إلى السماء التي لم تغلق أبوابها في وجهه
وحين حاول الهرب أُعيد وأُهين، لكن الصدفة جمعته بالمحامي والقس توماس بلوويت الذي أُعجب بثقافته وقدرته على الكتابة بالعربية
بمساعدةٍ منه، كتب أيوب رسالة إلى والده
وصلت الرسالة بعد رحلة طويلة إلى جيمس أوغليثورب، أحد مديري شركة رويال أفريكان الذي تأثر بصدقها وقرّر إطلاق سراحه
وفي 1733وصل ديالو إلى إنجلترا رجلًا حرّا لُيستقبل هناك استقبال النبلاء، وتُرسم له لوحة شهيرة على يد الفنان ويليام هور بزيه الإفريقي التقليدي
وحول عنقه مصحف بخط يده لتكون أول لوحة في التاريخ تُظهر مسلمًا إفريقيًا حرًّا بكرامته الإنسانية
لكن الحرية لا تمحو التناقد
فعندما عاد إلى وطنه بعد عام وجد والده قد توفي وإحدى زوجتيه قد تزوجت من جديد ومع ذلك استعاد مكانته في طبقته الأرستقراطية وعاد يمارس ما كان سببًا في مأساته تجارة الرقيق.
قصة أيوب ديالو ليست مجرد حكاية عبدٍ تحرر
بل حكاية إنسانٍ ذاق مرارة الأسر ثم عاد ليقف في صف الجلاد
لتبقى سيرته شاهدًا على أن الحرية لا تغيّر القلب إن لم يُغير صاحبه ذاته أولا.

