الرئيسيةمقالاتتحرّكات عسكرية ورسائل دينيه متشابكة: الشرق الأوسط بين الحسابات الإستراتيجية والدلالات الرمزية
مقالات

تحرّكات عسكرية ورسائل دينيه متشابكة: الشرق الأوسط بين الحسابات الإستراتيجية والدلالات الرمزية

تحرّكات عسكرية ورسائل دينيه متشابكة: الشرق الأوسط بين الحسابات الإستراتيجية والدلالات الرمزية

تحرّكات عسكرية ورسائل دينيه متشابكة: الشرق الأوسط بين الحسابات الإستراتيجية والدلالات الرمزية

بقلم:محمد عربي نصار

تمهيد

تشهد المنطقة في الآونة الأخيرة تفاعلات متسارعة تجمع بين التحركات العسكرية رفيعة المستوى والدلالات الدينية المثيرة للجدل، ما يعكس حالة من الترقّب والحذر لدى الأطراف الإقليمية والدولية. فمع تداول أنباء عن اجتماعات أمنية وعسكرية طارئة في موسكو وواشنطن والقاهرة، تبرز في المقابل مؤشرات ذات بعد ديني في إسرائيل، تتعلق بطقوس “البقرة الحمراء” وما تحمله من رمزية مرتبطة بإرث الهيكل القديم، الأمر الذي يضفي مزيدًا من التعقيد على المشهد السياسي والديني في القدس والمنطقة بأسرها.

تحرّكات موسكو وواشنطن: مؤشرات على حذر متبادل

تزامنت تقارير حول عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعًا طارئًا مع مجلس الحرب مع أنباء عن اجتماع موسّع لكبار القادة العسكريين الأمريكيين. ورغم غياب التفاصيل الرسمية، فقد فُسّرت هذه الاجتماعات في أوساط المراقبين على أنها خطوات وقائية لإدارة المخاطر في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، ورسائل ضمنية تعكس إدراك العاصمتين لضرورة الحفاظ على توازن دقيق في منطقة تزداد فيها الاحتمالات غير المتوقعة.

القاهرة: اجتماع رفيع المستوى لتعزيز الجاهزية

وفي هذا السياق، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعًا موسعًا ضمّ قيادات الدولة السياسية والأمنية، تناول آخر المستجدات الإقليمية والتحديات المرتبطة بالأمن القومي. شارك في الاجتماع:

د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ممثلاً للسلطة التنفيذية.

الفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة.

اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، المسؤول عن الأمن الداخلي.

الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة.

أكد الاجتماع – وفق ما نُشر في وسائل الإعلام المصرية – على ثوابت السياسة المصرية الداعمة للاستقرار الإقليمي، والتزام القاهرة بمعاهدة السلام، مع رفع مستوى الاستعداد لمواجهة أي تطورات قد تفرضها الظروف الراهنة.

البقرات الحمراء: بُعد ديني يُثير الجدل

في موازاة التحركات السياسية والأمنية، عاد إلى الواجهة الجدل الديني حول ما يُعرف بـ”البقرة الحمراء”، وهو طقس مذكور في النصوص التوراتية يُعتبر لدى بعض التيارات الدينية شرطًا للتطهر قبل دخول “جبل الهيكل” تمهيدًا – وفق معتقداتهم – لإعادة بناء هيكل سليمان.

وتفيد تقارير إعلامية بأن إسرائيل استقبلت مؤخرًا خمس بقرات حمراء مستوردة من الخارج، وهو ما ربطته بعض الجماعات الدينية المتشددة برمزية اقتراب “الهيكل الثالث”. إلا أن هذا الطرح يواجه اعتراضات واسعة، سواء من داخل الأوساط الدينية اليهودية أو من الجانب العربي والإسلامي، لما ينطوي عليه من مخاطر على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف وما قد يثيره من توترات دينية وسياسية.

السيناريوهات المحتملة

أمام هذا المشهد المتشابك، يضع محللون أربعة مسارات رئيسية لما قد تشهده المرحلة المقبلة:

تصعيد عسكري واسع: تطور الموقف إلى مواجهة مباشرة قد تشمل أكثر من ساحة إقليمية.

مواجهات محدودة أو حرب بالوكالة: استمرار الاشتباكات عبر أطراف غير مباشرة مع تفادي مواجهة شاملة.

جهود دبلوماسية لاحتواء التوتر: تدخل دولي يفضي إلى وقف تصعيد وفتح مسار تفاوضي جديد.

استنزاف طويل الأمد: بقاء حالة عدم الاستقرار مع تكرار جولات التصعيد من دون حلول جذرية.

خاتمة

تكشف هذه التطورات عن لحظة فارقة يتقاطع فيها البُعد العسكري مع الرمزية الدينية، بما يعمّق حساسية الموقف في الشرق الأوسط. ورغم أن كثيرًا من المعلومات المتداولة يحتاج إلى تأكيد رسمي، فإن ما يظهر بوضوح هو إدراك العواصم الفاعلة لأهمية ضبط إيقاع تحركاتها، وحرص الأطراف الإقليمية – وفي مقدمتها مصر – على الجمع بين الجاهزية الأمنية والحفاظ على قنوات الحوار الدبلوماسي لتفادي انزلاق المنطقة إلى مسار غير محسوب العواقب.

تحرّكات عسكرية ورسائل دينيه متشابكة: الشرق الأوسط بين الحسابات الإستراتيجية والدلالات الرمزية

تحرّكات عسكرية ورسائل دينيه متشابكة: الشرق الأوسط بين الحسابات الإستراتيجية والدلالات الرمزية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *