الرئيسيةاخبارحافلة بالمبادئ التربوية التعليمية العظيمة
اخبار

حافلة بالمبادئ التربوية التعليمية العظيمة

حافلة بالمبادئ التربوية التعليمية العظيمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، وكفى وسمع الله لمن دعا، وبعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن في الدين عصمة أمركم، وحسن عاقبتكم اما بعد إن الدارس لسنة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم يجد أنها حافلة بالمبادئ التربوية التعليمية العظيمة التي تتناول جوانب العملية التربوية التعليمية المختلفة بشكل يثير الدهشة ويبعث على الإعجاب، ومن تلك المبادئ هو إستخدامه لكل وسيلة ممكنة بصرية أو سمعية، من شأنها أن تساعد على زيادة الفهم، أو تأكيد المعنى وتجسيد المفهومات المجردة، وتحقيق الهدف المتوخى من الموقف التعليمي، ويجدر التنبيه عند النظر في إستخدام الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم للوسائل التعليمية في تعليم أصحابه رضي الله عنهم، الحقائق التالية وهو أن البيئة في عهده صلى الله عليه وسلم.

لم تكن لتساعد على توفير الكثير من وسائل التعليم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب، وأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أميون في معظمهم، وأن الوسائل والأساليب التي ستتناولها هنا إنما هي على سبيل التمثيل لا الحصر، حيث إن كتب السنة تزخر بعدد وافر منها، وأن العبرة في هذا الصدد ليس بعدد الوسائل التي إستعان بها الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم في عملية التعليم، وإنما بتقرير المبدأ والفكرة، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم مشرع، ويكفي إستخدامه وسائل التعليم لمرة واحدة، ليكون في ذلك أسوة وهديا للمربين في كل العصور، والسنة تؤكد على أنه صلى الله عليه وسلم معلم هادي، وهناك نصوص في السنة كثيرة، تدل على كونه صلى الله عليه وسلم معلما يهدي للحق والخير، وهذه النصوص تدل فيما تدل عليه على فضل ومكانة المعلم.

فمن ذلك حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال لها ” إن الله لم يبعثني معنتا، ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا ” رواه مسلم، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من بعض حجره، فدخل المسجد، فإذا هو بحلقتين إحداهما يقرأون القرآن ويدعون الله والأخرى يتعلمون ويعلمون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” كل على خير، هؤلاء يقرأون القرآن ويدعون الله، فإن شاء أعطاهم، وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون ويعلمون، وإنما بعثت معلما ” فجلس معهم رواه ابن ماجة، وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلي؟

فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت، فلما صلى رسول صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني، ولا ضربني، ولا شتمني، قال ” إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن ” رواه مسلم، وقال الإمام النووي رحمه الله معلقا على هذا الحديث ” فيه بيان ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عظيم الخلق الذي شهد الله تعالى له به، ورفقه بالجاهل، ورأفته بأمته وشفقته عليهم، وفيه التخلق بخلقه صلى الله عليه وسلم في الرفق بالجاهل، وحسن تعليمه واللطف به، وتقريب الصواب إلى فهمه” والواقع يؤكد على أنه صلى الله عليه وسلم معلم وأي معلم، هذا وصلوا على الرحمة المهداة كما أمركم الله تعالى بذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم “من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا” فاللهم صلي وسلم وبارك عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *