حكاية أسطورية كتبها الأمير
كتب:أسلام منصور
حكاية أسطورية كتبها الأمير الكرواتي بحروف من ذهب
تعتبر قصة حياة لوكا مودريتش أكثر من مجرد قصة لاعب كرة قدم، فهي قصة إصرار ومثابرة ونجاح ينسج
خيوطه في زمن الحرب واليأس ولد مودريتش في منطقة زادار بكرواتيا عام 1985، وعاش طفولته وسط أهوال
حرب الاستقلال الكرواتية هذه الظروف القاسية لم تمنعه من ملاحقة شغفه الأبدي بكرة القدم،
حيث كان يقضي أيامه وهو يراوغ الكرات في ساحات القرى.
البدايات الصعبة والسطوع في كرواتيا
بدأت رحلته الاحترافية في عام 2002 عندما انضم إلى أكاديمية دينامو زغرب بعد فترة إعارة قصيرة لاكتساب الخبرة،
عاد ليصبح النجم الأبرز في الفريق، وقادهم لتحقيق ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الكرواتي كانت مهاراته،
الاستثنائية في التحكم بالكرة، ورؤيته الثاقبة، وقدرته على توجيه اللعب، محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية الكبرى.
الانتقال إلى توتنهام: خطوة نحو القمة
في عام 2008، انتقل مودريتش إلى نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي في خطوة أثبتت للعالم أنه يمتلك الموهبة اللازمة
للتألق في أقوى الدوريات على الرغم من البداية المتذبذبة، سرعان ما أصبح محور خط الوسط الأساسي للفريق،
وأظهر قدرة فريدة على خلق الفرص والتحكم في إيقاع المباريات كان أداؤه في توتنهام جواز سفره للانتقال إلى ريال مدريد،
أحد أعرق الأندية في العالم.
المجد في ريال مدريد: العصر الذهبي
انضم مودريتش إلى ريال مدريد في عام 2012 في البداية، واجه بعض الانتقادات، لكنه سرعان ما أثبت جدارته وأصبح
أحد أهم اللاعبين في تاريخ النادي تحت قيادة مدربين مثل كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان، شكل ثنائيا لا يقهر مع توني كروس.
كما ساهمت لمساته السحرية، وتمريراته الدقيقة، وقدرته على تغيير مسار المباراة، في فوز ريال مدريد بخمسة ألقاب في دوري
أبطال أوروبا، من بينها ثلاثة ألقاب متتالية.
الإنجازات الدولية والكرة الذهبية
على الصعيد الدولي، قاد مودريتش منتخب بلاده إلى تحقيق أكبر إنجاز في تاريخ كرة القدم الكرواتية،
وهو الوصول إلى نهائي كأس العالم 2018 كان أداؤه في البطولة استثنائيا، مما جعله يحصد جائزة أفضل لاعب في البطولة.
كما توج هذا الإنجاز بحصوله على جائزة الكرة الذهبية في نهاية العام نفسه، ليصبح أول لاعب كرواتي يفوز بها، ويُنهي
هيمنة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على الجائزة لعقد من الزمان.
على الرغم من تقدمه في السن، لا يزال لوكا مودريتش يقدم مستويات عالية من الأداء،
ويظل مصدر إلهام للملايين حول العالم إنه لاعب يجمع بين الموهبة الفطرية والعمل الجاد،
ليثبت أن الإيمان بالنفس والمثابرة هما مفتاح النجاح.