***(( حكاية صورة ))***
… هي حزبة برما …..
وليد حسين عمر
يحكى أنه كانت هناك فلاحة مصرية بسيطة تعمل في بيع البيض وكانت كل يوم تقوم هذه الفلاحة على شراء البيض من أصحاب مزارع الدواجن ونقله عن طريق سلة كبيرة تضعها هذه الفلاحة فوق رأسها وتقوم بنقلها إلى السوق لبيع البيض، وذلك حتى تستطيع أن تتكسب معاشها هي وأولادها، وفي أحد الأيام وأثناء قيام هذه الفلاحة بنقل البيض وفى طريقها إلى السوق لبيعه إصطدمت بها دراجة كان يستقلها أحد الأشخاص مما عمل على إختلال توازن هذه الفلاحة فسقطت السلة من على رأسها وتكسر كل مافيها من بيض مرة واحدة، أخذ الرجل يعتذر للمرأة التى ظلت تبكى على مالها الذى ضاع.
ظلت المرأة تبكى وتولول على ضياع رأس مالها الذي تتكسب منه قوتها هى وأولادها، وتجمع المارة من حولها وجعلوا يخففون من وطأة الكارثة عليها ويعدوها بالحل ولكن عليها أن تهدأ أولًا، وبعد أن هدأت المرأة وعدها الجميع بتكفل الخسارة وتعويضها ولكن عليها أولا أن تخبرهم عن عدد البيض الموجود بالسلة حتى يستطيعوا حساب الخسارة، فقالت لهم: إذا أحصيتموه بالثلاثة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالأربعة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالخمسة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالستة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالسبعة فلا يتبقى شئ.
جعل الناس ينظرون إلى بعضهم البعض وكيف بهم أن يعرفوا حل هذه الحسبة الغريبة حتى جاء أحدهم وأخبرهم عن الحل وقال لهم أن العدد هو ٣٠١بيضة وإذا تمت قسمة هذا العدد على سبعة كما أشارت الفلاحة لن يتبقى شئ بعكس ما إذا تمت قسمته على ٣ ، ٤ ، ٥ ، ٦ فإنه يتبقى دائمًا واحد، وعندما قام الناس بتجربة هذا الحل وجدوه صحيح فالرقم عندما يقسم على سبعة لا يتبقى منه شئ وإذا قسم على أى من الأرقام الأخرى فإنه يتبقى دائمًا واحد فقام الناس على الفور بجمع المبلغ ودفعوه للفلاحة التي سعدت بحل مشكلتها وبيعها للبيض كله وعادت إلى بيتها لأولادها وهي مطمئنة البال.
ومنذ ذلك اليوم أصبحت “حسبة برما” مضرب المثل والإسم الذي يطلق على أى مشكلة أو معضلة تقف أمام أى شخص كدليل على صعوبة حل هذه المشكلة مثل حسبة برما التى حيرت قرية بأكملها وصاروا يحسبونها بدون أن يتوصلوا للحل بسهولة، وصارت قرية برما أحد القرى المصرية التى وردت فى الأمثال الشعبية القديمة.