الدكروري يكتب عن ذرية الإمام شهاب الدين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني، وقيل أن له ابنته تسمي غالية وولدت في شهر ذي القعدة سنة ثماني مائة وسبعة من الهجرة، وأجاز لها جماعة، وماتت بالطاعون في ربيع الأول سنة ثماني مائة وتسعة عشر من الهجرة، وابنته رابعة وقد ولدت في شهر رجب سنة ثماني مائة واخدي عشر من الهجرة، وأسمعها والدها على زين الدين المراغي بمكة، وأجاز لها جمع من الشاميين والمصريين، وتزوجها الشهاب ابن مكنون، فولدت منه بنتا أسماها غالية، ماتت في حياتهما، ومات عنها زوجها في شهر رمضان سنة ثماني مائة وتسع وعشرون من الهجرة، فتزوجها المحب ابن الأشقر وهو زوج أختها فرحة، واستمرت معه حتى ماتت عنده في سنة ثماني مائة واثنين وثلاثون من الهجرة.
وأيضا ابنته فاطمة وقد ولدت في ربيع الآخر سنة ثماني مائة وسبعة عشر من الهجرة، وماتت بالطاعون في ربيع الأول سنة ثماني مائة وتسعة عشر من الهجرة، وكما كان له بنات من السيدة عتيقة النظام يحيى الصيرامي، وهن السيدة آمنة، وقد ولدت في شهر رجب سنة ثماني مائة وخمس وثلاثون من الهجرة، وماتت وهي طفلة سنة ثماني مائة وست وثلاثون من الهجرة، وقد نشأ ابن حجر يتيما أبا وأما، فقد توفي والده في شهر رجب سنة سبعمائة وسبعة وسبعون من الهجرة، وماتت أمه قبل ذلك بمدة، وكان أبوه قبل وفاته قد أوصى به إلى رجلين ممن كان بينه وبينهم مودة هما زكي الدين الخروبي رئيس التجار بالديار المصرية، وشمس الدين بن القطان من فقهاء الشافعية، فنشأ الحافظ إبن حجر في غاية العفة والصيانة.
في كنف الوصي الأول الخروبي، ولم يأل الخروبي جهدا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد، وأكمل ابن حجر حفظه للقرآن على يد صدر الدين السفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين، ولما رحل الخروبي إلى الحج سنة سبعمائة وأربعة وثمانون من الهجرة، ورافقه ابن حجر وهو في نحو الثانية عشرة من عمره، وفي سنة سبعمائة وخمسة وثمانون من الهجرة، وهو لايزال متواجدا مع وصيه الخروبي في مكة سمع من الشيخ عفيف الدين عبد الله بن محمد بن محمد النشاوري، ثم المكي، غالب صحيح البخاري، وهو أول شيخ سمع عليه الحديث، وفي تلك السنة صلى بالناس التراويح إماما في الحرم المكي.
وكذلك أخذ فقه الحديث عن الشيخ جمال الدين أبي حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة المكي، في كتاب عمدة الأحكام، للحافظ عبد الغني المقدسي، فكان أول شيخ بحث عليه في فقه الحديث، وبعد رجوع ابن حجر مع وصيه الخروبي من الحج سنة سبعمائة وستة وثمانون من الهجرة، حفظ إبن حجر عمدة الأحكام للمقدسي، وألفية العراقي في الحديث، والحاوي الصغير للقزويني، ومختصر ابن الحاجب في أصول الفقه، ومنهاج الأصول للبيضاوي، وملحة الإعراب للحريري، وألفية ابن مالك، وغيرها.