رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد الله رب العالمين معز الموحدين ومذل المشركين ناصر دينه نهى عن عبادة الأوثان وأمر بتوحيده ووعد من حققه أجزل الثواب وأتم الرضوان وتوعد بمن أشرك به بالهوان وأشد العذاب وأعظم العقاب أرسل رسوله بالهدى وتهديم الأصنام والأوثان وتحقيق التوحيد فلم يدع باب للشرك إلا سده ولا طريق إلى النار إلا بينه وحذر منه طاعة لربه وإمتثالا لأمره فنصح الأمة وبلغ الرسالة وأدا الأمانة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن آفة الكذب وأضرارها علي الفرد وعلي المجتمع، وكما ذكرت أن الصدق أقسام، ومنها الصدق بالقلب فالمؤمن يجب أن يكون صادقا بقلبه فلا يخالف ظاهره باطنه، والصدق بالأفعال سواء التي بينه وبين الله تعالى أو بينه وبين الخلق فلا يغش ولا يخلف إذا وعد.
حيث قال الله تعالى ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ” يضا وأالصدق بالأقوال فلا تخالف الواقع ولا تخالف أفعال صاحبها حيث قال الله تعالى ” يأيها الذين آمنوا لم تقولوا ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” وكما ذكرت المصادر الإسلامية أن الصدق له ثمرات حيث أن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والإنسان الصادق محبوب عند الله وعند الناس، وكما أن الصدق ينجي صاحبه من المهالك في الدنيا والآخرة، وكما ذكرت المصادر الإسلامية أن الكذب له مساوئ أيضا فمن ذلك هو أن الكذب من خصال المنافقين، ومن تكرر منه الكذب حتى صار عادة يكتب عند الله تعالي في صحائف الكذابين، وهذا من أقبح وأشنع ما يكون، فالمرء لا يرضى أن يصنف من قبل أهله وأصحابه في قائمة الكذابين، فكيف يرضى أن يكون عند خالقه كذلك؟
وكما أن الكاذب مردود الشهادة، فالكاذب قد يرد صدقه، لأن الناس لا يثقون بكلامه، وقال ابن المبارك رحمه الله تعالى “أول عقوبة الكاذب من كذب أنه يرد عليه صدقه ” رواه ابن أبي الدنيا، وكما ذكرت المصادر الإسلامية أن من الوسائل المعينة على التخلص من الكذب هو الإستعانة بالله تعالى ودعاؤه أن يخلصه من هذا الداء الخطير، وإستشعار العبد سوء خاتمة الكذب بأن يكتب عند الله تعالي في صحائف الكذابين وكذلك مراقبة الله عز وجل ومراقبة الملائكة وأنها تكتب عليه كل شيء، ومعرفة أن الكذب قد يؤدي به إلى ألا تقبل منه جميع أقواله في المستقبل، وأنه يسقط من أعين الناس، وكذلك تصوره أن النجاة الحقيقية في الصدق سواء في الدنيا أو في الآخرة، وإن ظهر له بادئ الأمر أن النجاة في الكذب، وكما عليه أن يتجنب ما يدعوه إلى الكذب، من ذلك فعل القبيح.
الذي يدعوه للإعتذار كاذبا، وكثرة المواعيد التي تدعوه للإخلاف ومجاراة الأصدقاء الكاذبين، فاعلموا يرحمكم الله إن الصدق من أشهر أخلاق الإسلام، ومن أعظم نعوت الأنبياء العظام والأئمة الأعلام، وهو لازمة إيمانية ضرورية لكل المؤمنين، يميزهم ويحفظهم من مضرات الكذب وسقطاته، وإيمان من غير صدق يفقد بريقه، بل يكون عرضة للضياع في مهب الريح، وعندما تتدثر الحياة بالكذب، وينعدم الصدق، وينزوي أهله فإن المعيشة عندئذ لا تطاق عند الصالحين والصادقين وأولي الألباب، بل تصير مكانا ضيقا لهم وسط أناس يتنفسون كذبا، ويكون أهل الصدق ساعتها شامات طاهرة نادرة في جبين الحياة، أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من الصادقين مع الخالق ومع الخلق، ومع النفس، في جميع أحوالنا وأقوالنا وأفعالنا، وأن يصرف عنا الكذب إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه